الرباط - عمار شيخي
نظم المركز الثقافي المصري، الأربعاء في الرباط، ندوة علمية حول موضوع "اللغة العربية وآفاق الترجمة"، بتعاون مع الجمعية العربية للترجمة وحوار الثقافات، وتسائل محمد حسن عبد العزيز، أستاذ علم اللغة في كلية العلوم في جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية في مصر، عن مستقبل اللغة العربية، وقال في مداخلة له، "هل لها مستقبل في عالمنا المعاصرة، للمستشرقين رأي في هذا الموضوع، العربية بعد ١٥٠ عاما ستتطور تطورا بطيئا، حسب احد المستشرقين، وستحل اللهجات محل اللغة الفصحى او المعيارية، بنيتها الأساسية من العامية".
يضيف حسن عبد العزيز، خلال الندوة التي استضافها المركز الثقافي المصري في الرباط، وحضرها "المغرب اليوم"، "المستشرق الغربي اقترح، وكأنه يكتب مستقبلنا، اللغة المغربية ومركزها الرباط أو تونس، واللغة المصرية ومركزها القاهرة، واللغة الشرقية ومركزها بغداد، وتظهر لغات معيارية أخرى نتيجة تغيرات سياسية، منها السودانية والشامية، وهذا المقال كتب من خمسين عامًا مضت".
ويرى الأستاذ في جامعة القاهرة، أن "التقريب بين الفصحى والعامية ضرورة قومية، فالفصحى هي لغة التعليم والعلم، ومشكلاتها اليوم في طرق تدريسها ومدرسيها، لا سبيل أن تكون العامية لغة قومية، كما لا سبيل ألا في وقت يعلما الله أن تكون اللغة العربية لغة الحياة، بعقلانية نقول أننا بحاجة للتقريب من أجل لغة عربية فصحى حديثة".
وشدد الأستاذ محمد حسن عبد العزيز، على أن اللغة العربية الفصحى، كائن إنساني نابع من الفكر الإنساني، مرتبطة بالقرآن الكريم وبالتراث العربي وبنمط حضاري معين، وقال، "دعوة البعض لكتابتها بالحروف اللاتينية، يعقد تعلمها ويصعب كتابتها ويعزل الأمة عن تراثها"، وذهب إلى القول بـ"سقوط فرضية حلول العامية لغة قومية للعرب، ولغة للأدب الراقي، لأنها تختلف باختلاف الأقطار العربية".
من جهة أخرى، يرى المختص المصري في شؤون اللغة العربية، أنه من الممكن أن تكون اللغة العربية لغة علمية، قائلًا "منتصف القرن الثاني الهجري، نشطت حركة الترجمة الكبرى من اليونانية والفارسية عن طريق السريانية، وتحسنت بعدما بدأت بشكل مرتبك، وقام على اساسها علم عربي أفاد الإنسانية جمعاء".