فاس - حميد بنعبد الله
تشكل "العيطة الجبلية: التاريخ والواقع والآفاق"، موضوع ندوة علمية تنظمها وزارة "الثقافة" المغربية لمناسبة التئام المهرجان الوطني لـ"فنون العيطة الجبلية"، المنتظر تنظيمه خلال الفترة الممتدة بين الأول حتى الثالث من آب/ أغسطس المقبل، في مدينة تاونات، بمشاركة مجموعة من فناني وفرق هذا اللون الفني الشعبي.
ويتضمن برنامج الدورة الرابعة التي تحتفي بفقيد العيطة الجبلية الفنان الراحل أحمد الكرفطي، عروضًا موسيقية وغنائية تشارك فيها نخبة من أجود الفرق المحافظة على فن العيطة الجبلية في شمال المملكة المغربية، لا سيما من مدن ومحافظات: طنجة وتطوان وشفشاون وتاونات.
وتستضيف بالمناسبة المنظمة بتعاون مع محافظة تاونات والمجلس الإقليمي والجماعة الحضرية وفعاليات مدنية، نماذج من الفنون التراثية العربية، بينها مجموعة الدبكة اللبنانية التي تحيي حفلًا من الحفلات الثلاثة المبرمجة طوال المهرجان، ومجموعات فنية شعبية من مناطق وجهات مغربية مختلفة، وينظم طيلة أيام المهرجان الذي يفتتح بكرنفال يجوب أهم شوارع المدينة تقليدًا سنويًا دأب عليه المنظمون، معرضًا تشكيليًا للفنانة المغربية فاطمة البزاز، المقيمة في العاصمة الفرنسية باريس، اختارت له تيمات مرتبطة بمحافظة تاونات التي تنحدر منها، وخصوصياتها ومؤهلاتها الطبيعية والمجالية.
ويهتم المهرجان الذي يعتبر واحدًا من أحدث التظاهرات التي أسستها وزارة "الثقافة" في إطار استراتيجيتها الهادفة إلى صيانة التراث اللامادي وضمان استمراريته عبر الأجيال ودعم الممارسين والشيوخ ومواكبتهم، بتثمين فـن العيطة الجبلية باعتباره نمطًا غنائيًا وموسيقيًا شعبيًا يميز مناطق جبلية في شمال المغرب.
ويهدف المهرجان إلى صيانة التراث الجبلي، وتثمينه مكونا ضمن منظومة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمجالية المندمجة، وإنعاش الذاكرة الفنية والثقافية بما يقوي الارتباط في الجهة وعبره الانتماء للوطن، والاهتمام بمكونات التراث الجبلي بحثا وتوثيقا، وتنشيط الساحة الثقافية الجهوية والوطنية، ويهدف هذا المهرجان الذي أحدث قبل ثلاثة أعوام بمبادرة من وزارة "الثقافة" بشراكة مع جهات عدة لها ارتباط وثيق بهذا النوع الفني التراثي، وصل الجمهور بتراثه الثقافي والفني ورعاية المواهب والطاقات الشابة في مجال الفنون الجبلية.