مراكش-سناء بنصالح
خلصت الندوة الفكرية التي نظمها المكتب الوطني للشبيبة العاملة المغربية، تحت عنوان "سوسيولوجيا الشباب مدخل للفهم وللاستشراف" في مراكش إلى أن قضايا الشباب تمثل قضايا المجتمع برمته مما يجعل سؤال الشباب مقلقًا وحارقًا يستوجب اللجوء باستمرار إلى إعمال السوسيولوجيا للتحليل والإحاطة والفهم الجيد من أجل صياغة أجوبة حقيقية وعلمية تسعف على بناء مجتمع متوازن ومتعايش منتج لممكنات التطور بهدف إحداث تغيير مجتمعي حاضن لشروط العدالة الاجتماعية، ونابذ لكل أشكال الإقصاء والتهميش وحامل لأسس الحياة العامة.
وأكد المشاركون الذين مثلوا فروع الشبيبة العاملة المغربية في ربوع المغرب، وبمشاركة نوعية للاتحاد التقدمي لنساء المغرب وبحضور كثيف للطلبة والمعطلين والمتدربين في مراكز التربية والتكوين على أن تحديث المجتمع والدولة مرهون بمدى جدية إدماج الشباب من خلال استيعابه الجيد لمفهوم المواطن الواعي عبر تأهيل كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، كما أن الندوة شكلت مدخلًا جديدًا لإعادة الاعتبار للفكر في الممارسة النقابية للرقي بالوعي العمالي وتمكينه من آليات التأطير.
وحذر المشاركون في الندوة من التمادي في سوء تقدير الحكومة لدرجة الحرمان، مع ما قد يخلفه هذا الفعل من اختناق، وأزمات لا يمكن التكهن بانعكاساتها السلبية، كما دعت الندوة إلى ضرورة إيلاء العناية الكافية لمختلف قضايا الشباب الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والهوياتية والقيمية، خصوصًا مع هيمنة وسائل الاتصال الجديدة والتي أصبحت صانعة لأنماط جديدة من العلائق والسلوكيات والقيم في غياب الدور الريادي للتعليم العمومي وثقل حضور النموذج الغربي في تمثلات الشباب لأنماط العيش.
وشكلت فرصة حقيقية للشباب المشارك للتداول في مختلف قضاياه بإعمال مفاتيح العلوم الاجتماعية وللإسهام الجماعي في بناء وصياغة اقتراحات تبتعد عن الجزئي والعارض وتهتم بالمحوري والمركزي تفكيرًا وتقريرًا، وعرفت نقاشًا فكريًا عميقًا، كما شكلت مدخلًا جديدًا لإعادة الاعتبار للفكر في الممارسة النقابية للرقي بالوعي العمالي وتمكينه من آليات التأطير.