الشارقة - المغرب اليوم
شاركت هيئة الشارقة للكتاب في معرض لندن للكتاب، أحد أعرق معارض الكتب في العالم وأكثرها جذبًا للخبراء والمختصين، في دورته الخامسة والأربعين التي أسدل عليها الستار في العاصمة البريطانية أمس؛ سعيًا منها وراء استقطاب دور النشر العالمية للاستثمار في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتكمن أهمية هذه المشاركة في المكانة التي تحظى بها لندن في عالم الكتاب باعتبارها عاصمة النشر الأولى في العالم، فتمتلك المدينة تاريخًا طويلًا من الإسهام بفاعلية في تطوير صناعة النشر، وتضم عددًا كبيرًا من أعرق دور النشر البريطانية والعالمية التي تتخذ منها مقرا لها، بما فيها عدد من دور النشر العربية التي انطلقت منها نحو القارئ العربي والأجنبي على حد سواء.
وتمثل حضور هيئة الشارقة للكتاب في معرض هذا العام بجناح مميز، عرضت فيه أهم مبادراتها وفعالياتها، وفي مقدمتها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومعرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، وصندوق منحة معرض الشارقة الدولي للكتاب للترجمة والحقوق، إضافة إلى المؤتمر المشترك الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع جمعية المكتبات الأميركية، والجوائز السنوية التي تقدمها للمؤلفين والرسامين والناشرين.
وتشرف جناح الهيئة بزيارة كريمة من عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، و سفير دولة الإمارات لدى المملكة المتحدة عبد الرحمن غانم المطيوعي ، و سفير الدولة لدى إيرلندا سعيد محمد الشامسي ، والأديب والكاتب الإماراتي محمد أحمد المر، والعديد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية المقيمة في لندن.
وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري "يعد معرض لندن للكتاب من أهم المعارض التي يغلب عليها الجانب المهني، وبفضل المشاركة الكبيرة فيه من قبل الناشرين والخبراء ووكلاء الحقوق والترجمة من جميع أنحاء العالم - بمثابة البوصلة التي ترسم صورة دقيقة عن المشهد الحالي لصناعة النشر، والتوقعات المستقبلية حول التحديات والتطورات المرتبطة بها". وأكد أن الهيئة حققت العديد من الفوائد من خلال هذه المشاركة، أهمها الترويج لإمارة الشارقة، وإبراز الفعاليات التي تنظمها للمهتمين بعالم الكتاب من القراء والمؤلفين والرسامين والناشرين، مرورًا بالتسهيلات المقدمة لدور النشر وشركات الطباعة والتوزيع، مشيرًا إلى أن الشارقة تسعى إلى أن تكون عاصمة إقليمية لصناعة النشر من خلال استقطاب العاملين في هذا المجال من مختلف دول العالم.
ونظم وفد الهيئة المشارك في المعرض العديد من الاجتماعات واللقاءات مع الناشرين وممثلي الجهات والمؤسسات المعنية بالنشر، وبحث سبل تعزيز علاقات التعاون، والمشاركة في الفعاليات التي تنظمها الأطراف المختلفة، ورحبت الهيئة بالجهود الرامية إلى تقريب التواصل الحضاري والمعرفي بين أوروبا والعالم العربي من خلال تعزيز حركة نشر وترجمة الكتب التي تسهم في تحقيق هذا التقارب.
وفي إطار جهودها للارتقاء بصناعة النشر في مختلف أنحاء العالم، رعت هيئة الشارقة للكتاب فعاليات الدورة الـ31 من مؤتمر الناشرين الدوليين التي عقدت في العاصمة البريطانية لندن في الفترة من 9 حتى 12 نيسان/ أبريل الجاري، وذلك على هامش معرض لندن الدولي للكتاب، وشارك في المؤتمر أكثر من 600 ناشر من مختلف أنحاء العالم تناولوا موضوعات مختلفة في عالم النشر وأحدث التطورات المرتبطة به. ورعت الهيئة أيضا مشاركة 19 ناشرًا إماراتيا وعربيا في معرض لندن للكتاب بالتنسيق مع اتحاد الناشرين العرب وجمعية الناشرين الإماراتيين؛ ضمن إطار التزام إمارة الشارقة بدعم العاملين في صناعة النشر من كل أنحاء الوطن العربي، وتمكينهم من المشاركة في المعارض والفعاليات العالمية؛ لتبادل الخبرات والاطلاع على أفضل الممارسات في هذا المجال، بما يتيح تحقيق مزيد من التقدم لصناعة النشر في المنطقة.
وكانت هيئة الشارقة للكتاب بدأت عملها في كانون الأول/ ديسمبر 2014، وهي تعمل على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وتوفير منصة فكرية للتبادل المعرفي والفكري والثقافي بين الشعوب والحضارات والثقافات، وتأكيد أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي في المجتمع، واستقطاب المعنيين في قطاع الثقافة بوجه عام والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص، إضافة إلى كُتّاب الأطفال.