الرباط - الحافظ النويني
يُعتبر يوم عاشوراء من المناسبات الدينية التي يحرص المغاربة كما باقي المسلمين على تخليدها والاحتفال بها، وتعد مدينة الرباط من المدن التي تحتفل بهذه المناسبة، حيث ما إن تقترب المناسبة حتى ترى أجواء مغايرة تمامًا لما تألفه مدينة الرباط.وتتميز العاصمة باحتفالات خاصة في هذه المناسبة، حيث تتميز بطابع روحاني وحركة تجارية غير عاديين، تقوم فيها العائلات بزيارة بعضها البعض، ويقوم الأطفال بالتسابق لشراء مختلف الألعاب.وفي جولة في شوارع مدينة الرباط، يُلاحظ رواج في الحركة التجارية، فالأطفال بمختلف أعامرهم وأجناسهم يتسابقون إلى شراء الألعاب، بين مسدسات مائية، ومفرقعات صاخبة للذكور، وبين دمى و ألعاب لها طابع أنثوي للإناث.
وأيضا تنتعش تجارة الفواكه الجافة من تمور ولوز وجوز وزبيب وكل الأنواع الأخرى، حيث أنَّ حضورها في هذه المناسبة شيء ضروري في الأسر المغربية والرباطية خصوصًا، تعبيرًا عن الاحتفال بعاشوراء.وفي هذا الصدد، تؤكد الحاجة فاطمة "منذ القدم ونحن نخلد ذكرى عاشوراء، فالمغاربة مستحيل أن يتخلوا عن هذه المناسبة"، وتضيف "كل العائلة تجتمع عندي في المنزل الكبير، وهم متأنقين وفرحين، حيث نقوم بإعداد الكسكس المغربي في عشاء تلك الليلة المباركة، مع لحم كبش العيد، مخزن خصوصًا لهذه المناسبة".
ومن جهته، يوضح سعيد وهو صاحب عربة لبيع ألعاب الأطفال "نعمل بهذه التجارة منذ أعوام، ويبدأ الرواج منذ نهاية شهر ذي الحجة والعشر الأوائل من محرم، حيث نأتي دائمًا بجديد الألعاب ليفرح الأطفال في هذه المناسبة".وأضاف "لكن، تبقى مشكلة تجارة الألعاب أنَّها تجارة موسمية مرتبطة أساسًا بمناسبة عاشوراء، وهذا يجعلني كصاحب عربة متجول أغيّر بضاعتي تبعًا للمناسبات الموسمية".
في يضيف الحاج أحمد، وهو صاحب محل لبيع الفواكه الجافة أو ما تسمى بالعامية "الفاكية"، "دائمًا نعتقد أنَّ السلع لن تباع نظرًا لكون عاشوراء تأتي وراء عيد الأضحى مباشرة، لكن المغاربة يوفرون المال للتبضع تقديرًا منهم لهذه المناسبة الدينية، واحترامًا لتقاليد الأجداد، وهذا يجعلنا نحقق أرباحًا لا بأس بها".ويتابع "إنَّ السلع أصبحت متوفرة بكثرة ومنها المنتج الوطني والمستورد، كما أنَّها في الغالب تتميز بالجودة والسعر الذي يناسب الجميع".