المنامة ـ المغرب اليوم
أصدر مؤتمر "حوار الحضارات والثقافات" في المنامة "إعلان البحرين" وأوصى بنبذ "خطاب الكراهية"، فيما دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى حوار عربيّ - عربيّ للاتفاق على "مفاهيم واحدة"، ودان المؤتمر جميع الممارسات المنافية لحقوق الإنسان، وتلك التي تتعارض مع المدنية وتجافي الحضارة، في ختام أعماله في المنامة، الأربعاء.
وعُقد المؤتمر في حضور عشرات المسؤولين من جميع الطوائف الدينية في البحرين، في الفترة 5 – 7 أيار/ مايو الجاري تحت شعار "الحضارات في خدمة الإنسانية"، أصدر في ختام أعماله "إعلان البحرين"، الذي تضمّن مجموعة من البنود أهمها أن "الإنسانية هي الأصل المشترك الذي يجمع البشر جميعًا على اختلاف ألوانهم وأعراقهم ولغاتهم وتوجهاتهم الفكرية والثقافية والدينية والروحية".
وأشار الإعلان إلى أن "الحوار هو القاعدة والأداة والرافعة التي تحمل مسؤولية ترسيخ وحدة الإنسانية في إطار تنوعها واختلافها وتعددها؛ تحقيقًا للسلم والأمن والعدالة والتنمية والمساواة والحرية والديمقراطية".
وطالبت الوثيقة التي ستسلم إلى الأمم المتحدة لاعتمادها كوثيقة رسمية، بضرورة اعتبار "أن التشجيع بجميع الوسائل المتاحة على ثقافة الحوار والمعرفة المتبادلة هو من صميم التحالف الحضاري المنشود".
ودان البيان خطاب الكراهية عبر بند جاء فيه أن "جميع أشكال خطابات الكراهية هي ممارسات منافية لحقوق الإنسان، تتعارض مع المدنية وتجافي الحضارة، فهي تصدر عن علاقة مع الآخر يحولها الجهل به إلى كراهية، وهي لا تؤدي إلا إلى الإقصاء والتمييز، وإلى التشجيع على التعصب والتطرف والإرهاب، والدعوة إلى الانغلاق بدل الحوار، وإلى العنف بدل السلام، وإلى التباغض بدل التعاون والتحالف".
وندّد المؤتمر بالاستغلال السياسي للأديان والحضارات من خلال "تكريس العقليات الفئوية والعنيفة وغير المتسامحة".
وتحدث المؤتمر عن أهمية تكريس حقوق الإنسان، وأكد البيان الختامي أيضًا على أهمية مساندة جهود الأمم المتحدة ومختلف المنظمات الإقليمية من أجل تكريس قيمة الحوار الحضاري خدمة للإنسانية، وسبيلاً لا بديل عنه للعيش المشترك في عالمنا.
وعدّ نجيب مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في دول الخليج الفريجي الإعلان "إضافة جديدة" للاتفاقيات الدولية السابقة، من خلال تفعيل الحضارات وتوظيفها في خدمة الإنسانية "وهذا ما يدعم عمل الأمم المتحدة التي تدعو إلى اللجوء إلى الحلول السلمية". وأوضح الفريجي لـ "الشرق الأوسط" بأن "ما نتطلع إليه هو أن تقوم كل الأطراف التي شاركت في المؤتمر بتعبئة طاقاتها ومواردها البشرية والعلمية والروحية على تنفيذ كيفية جعل الوصايا العشر التي انبثقت عن المؤتمر إلى عملية، وإشراك المنظمات الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي، ومجلس التعاون الخليجي وغيرهما من المنظمات الآسيوية والأفريقية للعمل على توظيف مبدأ الحضارات لخدمة الإنسانية".
من جهته أعرب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن سعادته بالتوقيع على الاتفاقية بين الأزهر الشريف والبحرين ممثلة في وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية.
وأكّد الدكتور أحمد الطيب عقب التوقيع أن "الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والعلمي، وتتعلق بتجذير وتقوية حوار الحضارات، سواء كان عن طريق المؤتمرات أو اللقاءات الثنائية".
ودعا شيخ الأزهر الدول العربية والإسلامية إلى تبني نهج الحوار، مشيرًا في هذا الصدد إلى أهمية وجود حوار عربي ـ عربي، وإسلامي ـ إسلامي، لأن هاتين الساحتين تحتاجان إلى حوار مستمر يتم الاتفاق خلاله على الخطوط العامة والرئيسية والغايات والأهداف والمقاصد العليا، حتى يسمع غيرنا صوتًا واحدًا ورأيًا واحدًا يعبد الطريق إلى التفاهم معه.