الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الحركة التشكيلية

دمشق- المغرب اليوم

اتخذ الفنان التشكيلي السوري خالد حمزة من الأيدي وسيلة للتعبير عن الإنسان في لحظات القوة والضعف والإبداع والكتابة والحب والكره لتكون الأيادي بطلة لوحات معرضه الذي افتتح في المركز الثقافي أبورمانة بدمشق.واعتمد حمزة في المعرض الذي حمل عنوان "رؤى جمالية" على التكامل بين الإطار الفني والمحتوى حيث عبّر عن رؤى سوداوية ليطفح اللون الأسود في أغلب الأعمال على شكل أعمدة منتصبة أو خطوط متكسرة.وقال الفنان خالد حمزة في تصريح له “هذا المعرض هو الأول لي بدمشق وأسعى من خلاله لتقديم عمل يحمل ملامح جديدة ليرى الأثر لدى الجمهور بعد تجارب سابقة في المحافظات”.وأشار حمزة إلى أنه يعتمد على شعوره الذاتي وفلسفته للحياة في رسم ملامح العمل الفني مبيناً أن المعرض الذي ضم 45 عملاً من فترات زمنية مختلفة جسد المعاناة الإنسانية من خلال تشكيلات معقدة لليد التي هي مفتاح الجسد.واعتبر أن الحركة التشكيلية بدأت تستعيد ألقها ولكن الحرب في سوريا ومعاناتها تركت آثارها عليها من خلال اختيار الموضوعات والألوان التي وثقت هذه الآلام سواء واقعياً أو تعبيرياً أو تجريدياً.

ورأى علام عبدالهادي، وهو ناقد أدبي وفني، أن حمزة امتد على فضاء لوحاته من خلال معرضه مقلباً الفكرة والصورة ومدى فضاء اللوحات راسماً مراحل تطور الألم عبر تجسيد لوني مزج بين التجريد والانطباع.ولفت إلى أن الفنان حمزة عمد إلى ابتكار أسلوبه عبر حركة لونية تشير إلى عوائق تواجه اليد ومحاولة التفلت أو الانقلاب على هذه العوائق، ليقدم مشاهد الإغراق في الألم والتدليل عليه في لوحات تبدلت خلفياتها من الرمادي إلى الأسود فالأحمر والأخضر والبنفسجي معتبراً أن اعتماد حمزة للكولاج جاء استكمالاً لمعاني الصورة كإشارة على توالي الأيام وتعاقبها على القهر والمعاناة."يعيش بخياله في زمن بعيد، ويحاول إعادة الزمن الحاضر إلى زمن الإنسان البدائي، تتوحد أنواع المشاعر من القلق والتأمل والخوف من المجهول لتجعل أعماله ذات طابع يقول للمتلقي: انتبه.. هناك أسئلة تنتظر منك الإجابة". هذا ما تحدث به عدنان خليل مدرّس مادة الفلسفة في حديثه عن شخصية خالد حمزة كفنان تشكيلي.وأضاف خليل "إن حمزة من خلال أعماله يحاول بقوة أن يستحوذ على الناحية العقلية والعاطفية للمتلقي، ولو اعتبرنا أن اللوحة التشكيلية رسالة، والفنان هو المرسل، فإن رسالته ليست مجرد دعوة يمكن رفضها أو الاستجابة إليها، بل هي أشبه بنوع من الإجبار للمتلقي، حيث يضع المتلقي في وضع يجيب عن الأسئلة رغماً عنه، وهذا يعود إلى مرحلة الإبداع التي وصل إليها الفنان خالد حمزة".

ولكن للمخرج المسرحي محمد رسول كلام آخر حيث قال "أنا لا أرى أن رسالة حمزة هي رسالة إجبار، بل يحمل في لوحاته رسالة الأمل بواقع أفضل ولكن تختلف رؤيته عن تلك الرؤية الرومانسية القائمة على نسيان الآلام والتكبر على الأوجاع بصور خيالية، أو ما يُسمّى الهروب من الواقع، وأنا أرى أن حمزة استطاع أن يحافظ على نفسه كفنان متميز في أحلك الظروف، وقفز بفنه قفزات متطورة، وهو يعرف تماماً كيف يعالج موضوعه".ومن ناحيته لا يتذكر حمزة الحد الفاصل الذي بدأ فيه كشخصية فنية لها رؤية خاصة بها، وكل ما يتذكره هو أنه في البداية كان يرسم الصور الواقعية وبالتحديد الصور الشخصية، ولكن يبدو مع مرور الوقت أنه أصبح يرى الشخصيات ويرسمها بمنظاره الخاص، وأصبحت معاني الجمال الداخلة في نفسه هي التي تستحوذ على اللوحة التي يرسمها، وكان ذلك البداية التي انطلق معها في رسم الملامح الغريبة، لوجه الإنسان، قائلا “أرسم بعفوية وأجعل الشعور الباطني يستحوذ على سير تكوين اللوحة، حيث أرسم اللقطة الأولى بسرعة وأحافظ عليها ولكن تفاصيل العمل أتركها لتتوافق مع الأفكار التي تأتيني عند سير اللوحة”.

في لوحات حمزة تتغيّر وضعيات الجسد المختلفة إذ ترتبط هذه التغيرات بالمكانة الاجتماعية، وبصورة أدق التفاصيل المكشوفة والمخبأة من الجسد، فالتركيز على الجزء العلوي كان سائدا في القرن السادس عشر، حيث ارتبط نموذج الجمال بما هو إلهي، فالتصوّر الديني يرى في الجمال محاكاة لما هو مقدّس، وكانت الأجساد تحاول مقاربة أشكال التماثيل اليونانيّة بل وظهرت آلات تصحيح الجسد من المشدات وغيرها في سبيل الاقتراب من هذا النموذج الجمالي، لكن الفنان السوري يشذ عن ذلك، من دون أن يغرق في الجزء السفلي من الجسد، بل يحافظ عليه كفكرة قبل أن يكون شهوة وغريزة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

معرض رقمي في المكسيك عن الرسامة فريدا كاهلو

دار الثقافة قلعة السراغنة تجمع المبدعين في ملتقى الفنون التشكيلية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر…
مؤلفون غربيّون يدعون إلى مقاطعة المراكز الثقافية الإسرائيلية إحتجاجا…
وزير الثقافة يُوجيه بدعم الناشرين لجعل أسعار الكتب في…
جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية
مصر تضع اللمسات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير أحد…

اخر الاخبار

دعم ثابت لمخطط الحكم الذاتي ولسيادة المغرب الراسخة على…
وفد مغربي يُشارك في فعاليات حدث رفيع المستوى حول…
2024 سنة تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية
ناصر بوريطة يؤكد أن العلاقات بين المملكة المغربية والعراق…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

الغارات الإسرائيلية تهدّد المواقع التراثية في لبنان واجتماع في…
إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر…
مؤلفون غربيّون يدعون إلى مقاطعة المراكز الثقافية الإسرائيلية إحتجاجا…