بيروت- المغرب اليوم
يقع دير مار أنطونيوس قزحيا عند أسفل بلدة إهدن شمال لبنان، في قلب وادي قزحيا الذي يلتقي بوادي قنّوبين، فيؤلّفان معاً وادي قاديشا المقدّس.
يعود تاريخ الدير إلى القرن الخامس الميلادي، ثم شكّل - منذ القدم - ركيزة الحياة النسكيّة في الكنيسة المارونيّة.
يتميّز دير مار أنطونيوس قزحيا بموقعه في وسط طبيعة ساحرة نابضة بالحياة، ممّا أضاف إليه روعة وجمالاً وجاذبيّة. ولقد اختير هذا الموقع بالتحديد لوفرة المياه فيه، التي أعطت الموقع خصوبة وطبيعة خضراء غنية.
يُعتقد محلياً بأن القديس أنطونيوس الكبير قد جاء إلى الوادي لزيارة النسّاك فيه، فسكن بعض الوقت في المغارة الكبيرة العجائبيّة التي يشتهر بها الدير .
ما أن تصل إلى المكان حتى تُبهَر بموقعه وتصميمه المذهل، فهو يُعتبر من أجمل الأديرة في لبنان وأكثرها شهرة وزيارة.
أقيمت كنيسة الدير في داخل تجويف صخريّ، وتتميّز بتصميمها وهندستها. يتألّف القسم الأعلى من واجهتها الجميلة من 13 قنطرة، ترتفع فوقها ثلاث قببٍ مخصّصة للأجراس.
تنتشر بجوار الدير الصوامع المعلّقة والمحابس الصخريّة التي تعود إلى الأجيال الأولى للمسيحيّة، أشهرها تلك المعروفة بمار سمعان ومار بيشاي ومار ميخايل ومار بولا.
يتميّز دير مار أنطونيوس قزحيا أيضاً بأنّه يحتضن أوّل مطبعة في الشرق. ففي العام 1585، دخلت أول مطبعة إلى الشرق بعد تأسيس مدرسة الموارنة في روما، واستقرّت في دير قزحيا. كانت المطبعة في ذلك الحين تقوم بطباعة العربية بالأحرف السريانية، وهو ما يُطلق عليه تسمية "الكرشوني". وأوّل كتاب طُبع عليها كان كتاب المزامير، وذلك في العام 1610، وهو موجود حاليّاً في مكتبة جامعة روح القدس في الكسليك.
تسلّمت الرهبانية المارونية اللبنانية دير قزحيا في العام 1708، وكان حينها على شكل محبسة، يضمّ كنيسة في داخل مغارة، فقامت الرهبانية بتجديده وتوسيعه، واتّخذت منه مركزاً للرئاسة العامة.
يضمّ الدير اليوم متحفاً تُعرض فيه مقتنيات قديمة وكنوز تاريخية تشتمل على قطعٍ وأوانٍ تعود للكنسية القديمة، بالإضافة إلى المطبعة القديمة وعدد من المخطوطات التاريخية الثمينة.
قد يهمك ايضًا:
"تاكسي الدراجات النارية" يغزو لبنان والخدمة بسعر زهيد