الكويت - المغرب اليوم
"شبح الليل.. هو ما أبحث عنه في هذه الرحلة المدغشقرية" بهذه الجملة أطل علينا البطل أيمن الخضر في الفيلم الوثائقي الكويتي (مدغشقر) الذي يحكي الثقافة الخاصة بشعب هذه الجمهورية وبيئتها.
ويدمج الفيلم بين العرض الوثائقي وروح المغامرة ومحاكاته للواقع وكأنه برنامج حقيقي اذ كان الهدف من الفيلم ورحلته
محاولة اظهار الاصرار والقدرة على مواجهة الصعاب لبلوغ الهدف في البحث عن حيوان الليمور (الاي اي) المهدد بالانقراض الذي يطلق عليه اسم "شبح الليل".
وعن سبب اختياره لجمهورية مدغشقر قال الخضر المعروف باهتمامه بعالم الزواحف في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان ذلك مرده الى فرادة طابع (مدغشقر) وغنى وتنوع الحياة النباتية والحيوانية فيها كالليمور والحرباء ذات الذيل الممسك فضلا عن انواع البرمائيات والزواحف.
وأضاف أن (مدغشقر) من المعروف أنها "أرض الموعد" كما اطلق عليها علماء الطبيعة حيث تحوي 83 نوعا من الكائنات لا تعيش الا فيها ومن بين تلك الكائنات 23 نوعا مهددا بالانقراض.
وأوضح أن اختياره لحيوان الليمور (الاي اي) يرجع الى أنه مهدد بالانقراض فضلا عن أنه يتميز بمخالب قوية وأذنين أشبه بالرادار لتحديد مكان فريسته ويتمتع بأسنان طويلة في الفك السفلي ليتمكن من احداث قطع بالاشجار والفواكه الصلبة.
وذكر أن رحلته التي بدأت في شهر يونيو عام 2012 استغرقت اربعة أشهر لتصوير الفيلم الذي تكون طاقمه من خمسة أشخاص مثنيا على على إمام أحد المساجد في (مدغشقر) واسمه هارون أبوحمدان الذي يعمل في لجنة العون المباشر لجنة مسلمي افريقيا وقام بدور الترجمة والارشاد.
وقال الخضر انه مع اكتمال الاستعدادات تم تجهيز المعدات وبدأت المغامرة من العاصمة (انتاناناريفو) مرورا بثماني مناطق تمتاز كل منها عن الاخرى بسلسلة من البحيرات الطبيعية والغابات الموسمية والصحاري والشجيرات حسب ما ذكرت كونا.
وبين أنه واجه معوقات قاسية أثناء رحلته تتعلق باختلاف الطقس وانعدام الطرق المعبدة باستثناء طريق واحدة معبدة يطلق عليها اسم (الار ان تو) ويتطلب التنقل بين المدن الساحلية استخدام وسائل مختلفة كالمراكب والعوامات النهرية وفي بعض الاحيان ركوب السيارات المؤجرة والطائرات.
وتحدث عن صعوبة وصوله وفريقه الى حيوان الليمور (الاي اي) نظرا الى اعتقادات سلبية من أهل تلك المناطق هناك تدور حول بشاعة هذا الكائن وجلبه للشؤم وارتباطه بالارواح الشريرة والشياطين كما تزعم الاساطير وهو ما يفسر سبب انقراضه.
ولفت الخضر الى الصعوبة التي واجهها في التواصل مع شعب مدغشقر لعدم اجادتهم العربية او الانجليزية حيث تعد لغة (الملاقاسي) اللغة الرسمية والسائدة للتخاطب الى جانب اللغة الفرنسية.
واضاف ان هواتف الاقمار الصناعية كانت الوسيلة الوحيدة التي مكنت البعثة من التواصل مع العالم الخارجي خصوصا الكويت والكهرباء غير متوفرة على نطاق واسع هناك والابراج الخاصة بالاتصالات غير موجودة في الغابات.
وأشار الى أن سكان مدغشقر لديهم عادات وتقاليد تفرض نفسها خصوصا المتعلقة بالاساطير فعند مروره باحدى المناطق التي تتواجد بها القبور الجماعية التي يطلق عليها (مقبرة الاقزام) رأى احدهم يسكب سائلا محلي الصنع على القبور أثناء مروره اعتقادا منه بأنها تهدئ الارواح لئلا تغضب وتحل عليهم لعنتها.
ولفت الخضر الى غرابة أشجار (الباوباب) النادرة والمتميزة عن بقية الاشجار بضخامتها وغلظ جذعها ويتعدى ارتفاعها 21 مترا وأفرعها القليلة العارية من الاوراق فتبدو وكانها مقلوبة وهي مرتبطة باحدى الاساطير هناك بأن هذه الاشجار تحميها الاسود وأن من يقوم بقطف اي من اغصانها سيتم افتراسه.
وذكر انه برغم تلك الصعوبات استمرت عملية الاستكشاف والمغامرة حتى وصل وفريقه الى جزيرة (مروان ساترا) الزرقاء والمعروفة بكثرة أسماكها "فنحن محاطون بعوالم غامضة وأخرى لا نراها بالعين المجردة لكننا نتجاوز هذه المشاكل بفضل ما نملكه من تقنيات قادرة على نقل صور الاشياء على حقيقتها مثل الكاميرات والمكبرات الدقيقة والمتطورة".
وأوضح الخضر أن فريقه اعتمد في هذه البعثة على فنيين هم محمد البلوشي الذي يعنى بشؤون التصوير وعمران خان المتخصص بالامور الفنية وعماد شعيب المشرف على الاضاءة مؤكدا استعداده للمشاركة بمهرجانات خارجية لتسويق الفيلم مثل مهرجان الخليج في ابريل المقبل ومهرجاني تونس والمغرب في أكتوبر المقبل اضافة الى مهرجانات اخرى على الصعيدين الاقليمي والعالمي.
وأعرب عن تطلعه الى تصوير أفلام اخرى مرتبطة بعوالم مختلفة مثل الاسكا والهند واندونيسيا مشيرا الى أن تجربته في (مدغشقر) زادت من حماسته لانتاج مسلسل يتحدث عن مدغشقر وثقافتها الشعبية وبيئتها التي لا مثيل لها.