الجزائر- سميرة عوام
حقق كتاب «يوميات الأوراس» في العاصمة الفرنسية باريس نجاحًا باهرًا، إذ كان الإقبال على هذا الكتاب كبيرًا من طرف الأدباء والمثقفين الفرنسيين والمغتربين العرب والجزائريين على وجه الخصوص، وهوالكتاب الذي يروي يوميات الأوراس، وهو شهادة لروني فانوني الصحافي والجندي السابق في الجيش الفرنسي يروي فيه اليوميات المأساوية للجزائر المستعمرة حسبما علم لدى المؤلف. وتطرق في مؤلفه خاصة
إلى اكتشافه الشعب الجزائري لأول مرة العام 1958 وهو تاريخ تجنيده لأداء الخدمة العسكرية تحت الراية الفرنسية في مروانة (كورناي سابقا) بالقرب من باتن، إذ أكد أنه أقام علاقات مع جنود شباب مسلمين انموا إلى الجيش الفرنسي مجبرين «مثله«.و ذكر في كتابه أنه «بفضل لقائه مع سكان الأوراس الجزائرية وهم الشاوية تعلمت كيف أحب الجزائر» إذ وصف بعض أصدقائه السابقين تجندوا في جبال إيطاليا و مونت كازينو والهند الصينية و غيرهم ومن بينهم علي زيزة الذي تجند ولداه الاثنان وابنته في صفوف جبهة التحرير الوطني.وما دفع روني فانوني الذي أصدر الطبعة الجديدة عن مؤلفه في إصدارات «داليمان» هو زيارته الأخيرة إلى الجزائر سنة 2001 بدعوة من الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية.
ومن بين الصور «الأكثر تعبيرا» في كتاب يوميات الأوراس، صورة لأم مع طفليها الاثنين أصغرهما كان عاريا يتقاسمون قوتهم أمام ثكنة استعمارية وبالقرب منهم كلب لم يقترب منهم.وأمام صورة أخرى لامرأة أوراسية حرة تحاول تهدئة أبنائها الذين يتضورون من الجوع، و هي كلها صور تعكس مأساة وحرمان الشعب الجزائري الأبي و المناضل إبان الثورة المباركة.