الجزائر- سميرة عوام
شُيِّعتْ جنازة شيخ المؤرخين الجزائريين، الدكتور أبوالقاسم سعدالله، في مسقط رأسه، في ضواحي مدينة قمار، في حي سوف، الواقع جنوب الجزائر، صباح الأحد، في جو مهيب، وبحضور عدد من المفكرين، والمؤرخين، والمثقفين.ويُعد الراحل الذي غيَّبه الموت، أمس السبت، عن عمر يناهز 86 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، أحد رجالات الفكر البارزين، ومن أعلام الإصلاح الاجتماعي، وهو باحث ومؤرخ حفظ القرآن الكريم،
وتلقى مبادئ العلوم من فقه ولغة في جامع الزيتونة، من العام 1947 وحتى العام 1954، واحتل المرتبة الثانية في دفعته، وله مسيرة طويلة في الدراسة والبحث، وتنقل بين مختلف الجامعات، من جامع الزيتونة، إلى دارالعلوم في مصر، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية، وعُرف بدفاعه الكبير عن قضية وطنه إبان الثورة الجزائرية التحريرية المباركة، وزاد عنها بقلمه ولسانه، ضمن رابطة الطلاب الجزائريين في المشرق.
وبعد الاستقلال بدأ رحلته مع البحث، والتدريس، والإشراف، والتوجيه، في جامعة الجزائر، حيث تخرَّج على يده آلاف الطلبة، ونال شهادات أكاديمية وأوسمة عدة، اعترافًا بجهوده الفكرية في مجالات التاريخ والفكر والأدب، منها شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر باللغة الإنكليزية، من جامعة أميركية في العام 1965، كما أتقن الراحل لغات عدة، منها الفارسية، والألمانية، والفرنسية، والإنكليزية، والفرنسية، وشغل مناصب عدة، وله محاضرات وبحوث في التاريخ، ومن مؤلفاته الشهيرة "موسوعة تاريخ الجزائر الثقافي"، في 9 مجلدات، و"أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر"، في 5 مجلدات.