فاس - حميد بنعبد الله
تنظم المديرية الجهوية لوزارة الثقافة المغربية في جهة "وادي الذهب" لكويرة، بين 18 و20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للأغنية والشعر الحساني في ساحة الحسن الثاني في مدينة الداخلة، تحت شعار "التراث الحساني في خدمة التنمية المستدامة"، بمشاركة 30 شاعرا حسانيا و15 فرقة موسيقية حسانية.ويفتتح المهرجان الذي يأتي في إطار استراتيجية الوزارة الرامية إلى صيانة الهوية الثقافية الوطنية من خلال الرعاية الدائمة لمختلف أصناف التراث الوطني المادي منه واللامادي وتوسيع تداوله، بلوحة فنية موسيقية قبل أن يلقي وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، كلمة بالمناسبة تعقبها قراءة قصائد شعرية وطنية لشعراء عدة من مختلف الأقاليم الجنوبية للمملكة.وتقام سهرة فنية تحييها الفرق الحسانية "ونكرات للطرب الحساني" و"السعادة للفلكلور والأمداح النبوية" من مدينة الداخلة، و"مواهب السمارة للموسيقى والتراث المحلي"، و"سويلم للأمداح النبوية" من مدينة أوسرد، و"الخيمة للطرب الحساني" من مدينة بوجدور. ويقام عصر اليوم الثاني، سمر صحراوي يتم خلاله تقديم قراءات في الشعر الحساني، قبل تنظيم السهرة الفنية الكبرى بمشاركة مجموعات "الربيع للطرب الحساني" (افينينة) و"السواكي للفنون العصرية" من الداخلة، و"اتحاد الصغير" من كلميم، و"أمل فيزيون" من العيون"، إضافة إلى مجموعة "إيدومها" من الشقيقة موريتانيا.وتختتم التظاهرة بسهرة ثالثة تشارك فيها مجموعات "التوحيد والتضامن الأسري (فكو) و"أزغيلية" من الداخلة، و"رابطة العبور للفن والموسيقى والتراث" من طانطان، و"شباب آسا" و"الأشراف للمديح النبوي من العيون"، بعد تنظيم سمر صحراوي عبارة عن مساجلة بين الشعراء وقرارات في الشعر الحساني. ويؤطر الباحث إبراهيم الحيسن، ندوة حول "الإبل قي الشعر الحساني" تنظم على هامش المهرجان المنظم كاستمرار لنجاح الدورات السابقة لاسيما بعد إدراج اللغة الحسانية كأحد مكونات الهوية المغربية في الدستور الجديد، والرامي إلى إدماج كافة الخصوصيات المحلية والجهوية والعناية بالإبداع والمبدعين. وينفتح المهرجان على مختلف المستجدات الأدبية والفنية في المجتمع الصحراوي وتكريم نوعين أصيلين متجذرين في الحياة اليومية لسكان الجنوب وأقاليمنا الجنوبية من خلال قراءات شعرية حسانية وأمسيات فنية وفرقة من القطب الموريتاني الشقيق بهدف جعل المهرجان ملتقى وطني لسبر أغوار التراث الحساني لدى فئة من الشعراء والفنانين والمهتمين بالتراث الحساني، وتشجيعهم والتعريف بهم وبأعمالهم الفنية والأدبية. ويستمد المهرجان مميزاته من المضامين الدستورية بإقرار الحقوق الثقافية وحرية الإبداع الفني وإبراز تنوع مكونات روافد الهوية الوطنية المغربية بكل أبعادها، بهدف الإسهام بجد في المحافظة على الموروث الثقافي والفني الحساني بكل تجلياته في انصهاره وتكامله الجمالي مع مختلف التعابير الفنية والثقافية المغربية الأصيلة والمتجددة.