الجزائر ـ سميرة عوام
تنفرد منطقة الأسكريم في بمدينة تمنراست، الواقعة في عمق الصحراء الجزائرية، بأجمل غروب للشمس، وذلك وسط لوحة فنية رائعة، تجمع بين شموخ جبال المنطقة وصفاء رمالها الذهبية، وروعة المكان عند الغروب. ويعد هدوء المنطقة علاجًا نفسيًا للزوار، لاسيما بعد أن أعطت وزارة السياحة الجزائرية اهتمامها الكبير لمنطقة الأسكريم، مع فتحها للمسالك الوعرة، وتوفير النقل للسواح والباحثين،
وحتى الشعراء والروائيين.
و يبلغ علو الأسكريم حوالي2800مترًا، ومعه تتعانق في الجهة الأخرى النخيل والكثبان الرملية، التي تحتضنها منطقة جانت، والتي تشكل مع الأسكريم السياحية مناظرًا خلابة ومميزة، ذات طابع صحراوي.
والشيء الذي جعل المنطقة معروفة في الصحراء الجزائرية هو تصنيف الأسكريم من طرف منظمة "اليونسكو"، كتراث عالمي، نظرًا لاحتواء كل الأمكنة على رسومات نحتت ونقشت على الصخور، تروي حكاية الرجل الترقي، الذي عاش في المنطقة قبل قرون.
ويوجد في منطقة الأسكريم مكانًا يستعمله الزوار لصيد الحيوانات، لاسيما الغزلان.
وللوصول إلى منطقة الأسكريم، وعبر طريق مرصوف على مسافة تقدر بـ 80 كيلو مترًا، تستغرق الرحلة أكثر من ساعتين، تتخللها مشاهد في منتهي الروعة، حيث يشاهد الزوار والسواح أشكال جبلية مختلفة، فهناك أشكال تشبه الأسد والفيل، وأخرى تشبه إصبع الإبهام، فضلاً عن صخور تزين طول الطريق، توحي بأنك على سطح القمر، كما يوجد نهر قريب من الأسكريم، يزداد منسوب مياهه في فترتي الخريف والصيف، حيث يعتبر فضاء مناسبًا جدًا للتوقف فيه من عناء السفر للاسترخاء؟
ويمكنك رؤية جبل الطاهات، الذي يزيد ارتفاعه عن 3000 مترًا، كما تضم منطقة الأسكريم السياحية كنيسة بناها "الأب فوكو"، الذي عاش في بداية القرن العشرين في تمنراست، حيث اختار الأسكريم لإقامة هذا "البازليك"، الذي كان فيه متعبد مسيحي، ترك دياره الفرنسية ليختلي بنفسه في صحاري الجزائر، طلبًا للتفكر في شؤون الخلق، حيث أسس قاموسًا عن الثقافة الترقية، التي هي في الأصل ثقافة شفهية.
ويعيش في الكنيسة، في الوقت الراهن، ثلاثة قساوسة من فرنسا، وإسبانيا، وبولونيا، ويعتبر هذا المكان بمثابة حج بالنسبة للمسيحيين الذين يتجهون إليه بكثرة.