الجزائر ـ سميرة عوام
توّج الفيلم الطويل "السطوح"، للمخرج الجزائري مرزاق علواش، بجائزة أحسن إخراج بالنسبة للأفلام العربية الطويلة، في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، وذلك على الرغم من الانتقادات التي وجهت لهذا الفيلم، والعراقيل المادية، والتعقيدات الإدارية.
وأوضح علواش أن "فيلم السطوح تم إعداده بغية التعريف بواقع السينما الجزائرية، المتعثرة
منذ التسعينات، إثر غلق كل دور وقاعات السينما، في العشرية السوداء، حيث انغلقت الجزائر على نفسها، وأعطت كل اهتمامها لمحاربة الجماعات المسلحة، وتهدئة الوضع في تلك الفترة"، مشيرًا إلى أن " الفيلم يتناول مجموعة من الحكايات الاجتماعية، تتقاطع فوق خمسة أسطح، في خمسة أحياء، مثل الجزائر الوسطى، وحي باب الواد، وحي القصبة، كل منها قصة منفصلة تمامًا، وشاركت فيه مواهب جزائرية تحمل طاقات إبداعية مميزة، كانت هي العامل الرئيس في ترشيح الفيلم للحصول على جائزة أحسن إخراج"، لافتًا إلى أن "من الحكايات، قصة الرجل المقيد، السجين في حجرة لا يزيد حجمها على حجم سرير واحد، لا نعرف لماذا تحديدًا، ولو أن الموحى به هو أنه شخص من الخطورة بحيث كان لا بد من سجنه هكذا، وتعني به فتاة صغيرة، وتطلق سراحه في آخر الفيلم، وهناك حكاية العصابة، التي تقوم بتعذيب رجل، عبر عملية تغطيس رأسه في دلو ماء، هذا في الوقت الذي يقوم فيه من يبدو رئيسها بالاتصال هاتفيًا بمن يرغب، غير آبه بآلام الرجل أمامه إلى أن يموت".
واختتم المخرج حديثه بالتطرق إلى أن "نجاح مدير التصوير فردريك دوغيان في خلق توازن جمالي بين تفاصيل السطوح، المزدحمة بانفعالات شخصياتها، وخلفية السماء الصافية التي تحوط الصورة دائمًا، فضلاً عن عرض شريط صوت، يحمل مؤثرات أصوات ريح أو أمواج ترتطم في ساحل البحر، لتشكل فسيفساء فريدة من نوعها في الفيلم، كان من العوامل التي ساهمت أيضًا في نجاح الفيلم في مهرجانات سينمائية دولية عدة".