الدوحة – المغرب اليوم
الدوحة – المغرب اليوم
اختيرت الشيخة المياسة لتكون الشخصية الأكثر تأثيرًا في العالم في مجال الفن المعاصر للعام 2013، حسب صحيفة "آرت ريفيو" الصادرة في لندن، الخميس، فيما أزالت السلطات القطريّة تمثال "نطحة زيدان" للفنان الفرنسي الجزائري عادل عبدالصمد، بعد أقل من شهر على نصبه في كورنيش الدوحة، إثر جدل بشأن نصب التماثيل، التي اعتبرها البعض "أصنامًا"، على الرغم من سعي الدوحة إلى تقديم نفسها على أنها
حاضرة ثقافية معاصرة.
ونشرت الصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لعملية إزالة التمثال، الذي يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار، ويجسد "نطحة الرأس" التاريخية، التي قام بها لاعب كرة القدم الفرنسي، الجزائري الأصل، زين الدين زيدان، في المباراة النهائية لمونديال 2006، في ألمانيا، ضد اللاعب الإيطالي ماريو ماتيرازي.
وندد مستخدموا شبكات التواصل الاجتماعي، لاسيما "تويتر"، بما اعتبروه "نصبًا لأصنام في دولة قطر المحافظة"، حيث تسود في عدد من دول الخليج رؤية صارمة للإسلام، تحرم تصوير الإنسان والحيوان.
وأشاد المنددون، عقب إزالة التمثال الاثنين الماضي، بسرعة امتثال الدولة القطرية للمطالب الشعبية، فيما أكّدت مواقع محلية أن "هيئة متاحف قطر، التي تملك التمثال، نقلته إلى متحف الفن الحديث في الدوحة".
ورأى بعض المغردين في قطر أن التمثال يحتفي بالعنف، بينما لفت آخرون إلى أن أبطال قطر من الرياضيين أولى بالاهتمام.
وخطفت قطر، في الأعوام الأخيرة، الأضواء في سوق الفنون، مع اقتنائها عشرات الأعمال باهظة الثمن، لتكون جزءًا من مجموعات الأسرة الحاكمة، ومتاحف قطر الجديدة، التي تشرف عليها شقيقة أمير قطر الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني.
وأكّدت مجلة "آرت ريفيو" اللندنية أن "شقيقة الأمير تميم بن حمد آل ثاني تنفق مليار دولار سنويًا في سوق الفنون"، مشيرة إلى أن هذا المبلغ يعادل ثلاثين ضعفًا من مجموع المبالغ التي أنفقها متحف الفن المعاصر في نيويورك، و175 ضعفًا من مجموع ما أنفقه متحف الفن المعاصر في لندن في العام الماضي".
و لم يثنِ تكريم المجلة لشقيقة أمير قطر عن وصف نظام حكم آل ثاني بأنه "نظام استبدادي"، وأن قطر "ما زالت بعيدة عن الديموقراطية".
يذكر أن قطر أثارت، في 2012، ضجة لدى شرائها لوحة "لاعبو الورق"، للرسام بول سيزان، بمبلغ 250 مليون دولار، فيما موّلت إدارة المتحف القطري معرضًا للفنان المثير للجدل داميان هيرست، في متحف الفن المعاصر في لندن، جذب 463 ألف زائرًا، قبل أن ينتقل إلى الدوحة، في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وقد صنع هيرست لقطر مجموعة تكونت من 14 تمثالاً برونزيًا ضخمًا، تجسد تطور الحياة البشرية، من لحظة التلقيح إلى لحظة الولادة، وضعت أمام مركز "السدرة" الصحي، قرب الدوحة.
وتسعى قطر، التي تملك ثالث أكبر ثروة غازية في العالم، إلى تكريس نفسها عاصمة ثقافية للشرق الأوسط، وهي تتنافس على ذلك مع أبوظبي، التي تبني أيضًا سلسلة من المتاحف العالمية.