الرباط - جمال أحمد
تحتضن مدينة الحسيمة ما بين 29 تشرين الأول/أكتوبر الجاري و3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل الدورة الخامسة لمهرجان النكور للمسرح المتوسطي، وذلك تحت شعار "المسرح : فرجات بلا حدود"، والمهتم بالمسرح الريفي.
وتختلف هذه الدورة عن الدورات الأربع الأخرى بكونها حدّدت معايير جديدة في اختيار الفرق المسرحية المشاركة بإعادة النظر فيها بهدف انتقاء أفضل الأعمال التي من شأنها إرضاء الشغوفين بهذا الفن
النبيل والعريق.
ويتضمن البرنامج المهرجان تقديم عروض مسرحية المبرمجة وحفلات فنية وتنظيم مجموعة من الندوات والموائد المستديرة والأعمال التطوعية، خصوصا التبرع بالدم، وكذا أنشطة في الهواء الطلق خصوصا "الحلايقية" والمجموعات الفولكلورية وأنشطة ترفيهية موجهة للأطفال من قبيل البهلوانات والشهب الاصطناعية.
كما تتميز دورة هذا العام، المنظمة من قبل مندوبية وزارة الثقافة المغربية في مدينة الحسيمة والمسرح الوطني محمد الخامس وبدعم من ولاية جهة تازة، الحسيمة، تاونات، كرسيف، والمجلسين المحلي والإقليمي وبلدية الحسيمة، ووكالة إنعاش وتنمية الشمال، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بتعاون مع مجموعة من الشركاء، بالانفتاح على العديد من التجارب الدولية.
ويشارك في المهرجان فرقة المسرح الحي، وفرقة الفانوس من سلا، وفرقة تيفسوين، وفرق آتية من تونس والجزائر وليبيا وفلسطين، وكذا ألمانيا كضيفة شرف.
وتهدف هذه التظاهرة، التي يراهن منظموها على خلق جو إبداعي لتقاسم الأفكار وتعزيز قيم الحوار، إلى المساهمة في توسيع نطاق الاهتمام بالقيم الفنية النبيلة عبر المبادرات الثقافية والإبداعية، وتحقيق تواصل فعال بين المكونات الثقافية في المنطقة وبعض الفاعلين الثقافيين الدوليين المنشغلين بالثقافتين الأمازيغية والعربية، علاوة على العمل على نشر الثقافة المتوسطية بأبعادها المختلفة.
وسيعرف المهرجان تنظيم ندوة دولية عن موضوع "من الفرجات الشعبية إلى المسرح، تجارب واتجاهات"، بمشاركة أساتذة وأكاديميين من ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وكذا ورشة تكوينية في السينوغرافيا يؤطرها الفنان إدريس السنوسي، وعروض لمسرح الشارع في مناطق مختلفة من المدينة، ولقاءات مفتوحة مع عدد من الفنانين في المؤسسات التعليمية الثانوية في المدينة.
ومن المنتظر أيضا تكريم الفنان محمد بسطاوي والمسرحي والسينمائي الفلسطيني حسين نخلة والإعلامية سلوى المقدم.
وأكد المدير الفني لمهرجان النكور للمسرح المتوسطي، فؤاد البنودي، في تصريح إعلامي أن الفِرَق المسرحية المشاركة تمارس عملها بكثير من المهنية والقوة وتتناول العروض المسرحية بمكوناتها كافة سواء منها الموضوعاتية أو الجمالية، مضيفا أن "الإخراج يكتسي أهمية كبرى في تثمين العمل المسرحي، والفرق باتت تتميز باستخدام الإكسسوارات والديكورات والملابس والأضواء والأصوات".
وقال إن "الفرق الوطنية المحلية تحظى بالتقدير حيثما حلت، خصوصا خلال الجولات الدولية، التي يتم خلالها استقبالها بحرارة من الجالية المغربية المقيمة في الخارج"، مذكرا بأن عدة فاعلين وممثلين استطاعوا فرض مواهبهم بالحصول على جوائز في عدة تظاهرات فنية وطنية.
وأضاف أن "الجمهور الريفي يقدر عاليا الفنون المسرحية ويستجيب دوما للحفلات المسرحية التي تنظم باستمرار في قاعات ممتلئة عن آخرها".