القدس - المغرب اليوم
انتهت أعمال الترميم في مبنى "المركز الثقافي المغربي - محمد السادس " في قلب القدس القديمة، باعتباره منارة ثقافية تكرس قيم التعددية والانفتاح والتسامح.وأفادت مجلة (صدى لجنة القدس)، وهي فصلية تصدر عن وكالة بيت مال القدس الشريف، في عددها الأخير (12)، بأنه يجري الإعداد لمرحلة إسباغ الطابع المغربي، الذي سيميز المبنى ويسبغ عليه رونقا تتناغم فيه الهندسة المقدسية الأصيلة وفنون العمارة المغربية العريقة.وأضاف المصدر أن وكالة بيت مال القدس الشريف، وهي المؤسسة الراعية للعقار التي تم اقتناؤه بتمويل كامل من المملكة المغربية ب5 ملايين دولار أمريكي، حرصت على احترام القيمة التاريخية للمبنى ورونقه الجمالي واستعمال مواد بناء مشابهة لتلك المستعملة في البناء القديم، والتعامل مع الواجهات بما يحافظ على شكلها الأصلي.ورأى أن المركز، الذي ينتصب في قلب المدينة القديمة للقدس على بعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى المبارك ويتوسط طريق "الآلام" التي يعبرها يوميا الآلاف من مختلف الأجناس والأديان، "يستحق أن يكون منارة مشعة تستوقف الناس وتستهويهم بعمارتها الأصيلة التي عاد إليها توهجها بعد انتهاء أشغال التهيئة والترميم".وأشارت المجلة إلى أن الوكالة تشرف على هذا المشروع وتحرص على متابعة تفاصيله ، لتهب المدينة وسكانها فضاء جديدا قادرا على احتضان الأنشطة الثقافية والتربوية وإبداعات الشباب الفنية، حتى يصير،جسرا للتلاقي والتآنس والحوار بين الأفكار والثقافات التي تزخر بها المدينة المقدسة من دون إقصاء أو تمييز.وقالت إنه "يحق للمغاربة، بعدئذ، أن يفخروا بهذه المعلمة التي ستعزز ارتباطهم الوجداني بالقدس الشريف، وترسخ في أذهان الأجيال قيمة التضحيات التي بذلت، وما تزال، للمحافظة على المدينة وعلى رموزها الدينية والحضارية وعلى موروثها التاريخي الأصيل، الذي يجسده تجانس المآذن مع الكنائس والأديرة في انسجام وتناسق بين مختلف أوجه العمارة الأصيلة".وذكرت بأن حيازة العقار "تأتت بعدما تظافرت الجهود الخيرة لذلك"، فقامت الوكالة بتسجيله وقفا إسلاميا لمنفعة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وتم القيام بعدد من الدراسات كلف بها مكتب استشاري هندسي بمدينة القدس، وهمت على الخصوص أعمال التصميم والمخططات التفصيلية للمشروع وإعداد جميع الوثائق والمستندات الخاصة بالعطاء والحصول على إذن سلطة الآثار لبدء العمل.وبعد ذلك، تم طرح العطاءات لاختيار أفضل العروض من قبل لجنة فنية مختصة تم تشكيلها لهذا الغرض ، مع الأخذ بعين الاعتبار المقترحات التصميمية لمهندس معماري مغربي لإضفاء الطابع المغربي في المخططات التنفيذية للمشروع (الزليج المغربي، النافورة، أعمال الجبص، الأبواب الخشبية...).وبعد القيام بالاستشارات القانونية اللازمة، أسست الوكالة جمعية من أربعة أعضاء مؤسسين ومجلس إداري برئاسة المدير العام للوكالة، السيد عبد الكبير العلوي المدغري، يعهد إليه بوضع البرنامج العام للمركز وجدول أنشطته السنوية والبحث عن تأمين الموازنة الضرورية للتسيير وتنفيذ هذه الأنشطة.وتحدثت المجلة عن الأجزاء المتداخلة، التي يتكون منها المبنى بمساحة إجمالية قدرها 1800 متر مربع ، والموزعة على مستويات تضم بالخصوص معرضا دائما خاصا بالموجودات المغربية والأزياء ومنتجات تقليدية مغربية، ومعرضا متحولا لاحتضان المعارض الطارئة والمبرمجة، ومكتبة متخصصة في تاريخ وحضارة المغرب، وكذا فضاءات الفنون والموسيقى والرسم والمسرح والجمهور الناشيء والأطفال وقاعة الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، ومبنى الإدارة والمتحف وغرف الإيواء