فاس - حميد بنعبد الله
يشارك مفكِّرون وأساتذة جامعيون وأكاديميون مغاربة وأجانب من 15 دولة عربية وغربية، يومي 12 و13 آذار/ مارس المقبل، في أعمال ندوة علمية دولية غن موضوع "الكتابة والسلطة" ينظمها فريق "البحث في التأويليات ونقد الأنساق الثقافية" ومجموعة "البحث في الثقافة الأنثروبولوجية والترجمة"، في الكلية المتعددة التخصصات
في مدينة الراشيدية المغربية.
وتدور هذه الندوة عن مجموعة من المواضيع المرتبطة بالكتابة والسلطة، يتدارس خلالها المشاركون العلاقة الملتبسة والمتوترة بينهما، بعد القيام بقراءة لتاريخها، محاولة منهم استجلاء تمظهراتها، وبيان الآثار المتبادلة بين طرفيها في مختلف السياقات الثقافية الغربية والعربية، مع إعمال شتى المقاربات النظرية الممكنة لتمثيل هذه الصلة المتنافرة بين الطرفين.
ويتدارسون طيلة يومي هذه الندوة محاور "ماهية السلطة وآياتها في الفكر والواقع" و"السلطة بوصفها نسقًا ثقافيًا مستعرضًا" و"اللغة والسلطة" و"السلطة والخطاب" و"الكتابة والإيديولوجيا" و"لقاء الثقافي والسياسي... صور الإمكان وصور الاستحالة"، بالإضافة إلى محاور أخرى متعلقة بـ"الآداب السلطانية في الثقافة العربية" و"الكتابة ورهان التحرر".
وسيحظى موضوعا "الشاعر والسلطان في التراث الأدبي العربي. موت الكتابة على شفير التكسب" و"الكتابة والثورة.. حدود الإبداعي وحدود السياسي"، باهتمام المتدخلين في أعمال الندوة الذين سيحاولون تمثل الصلة بين السلطة والكتابة من الناحية الفلسفية والأنثروبولوجية والسوسيولوجية والنقدية، لاستجلاء تمظهرات تلك العلاقة المتنافرة والآثار المتبادلة بين الطرفين.
وجاء في الورقة التقديمية لهذه الندوة أن الحديث عن الكتابة "حاجة وجودية تتعين بالحرية، وتقوم بالبحث الممتد عن المحتمل، والمراجعات المستمرة لدلالات الظواهر، وغاياتها"، لكنها "ليست ممارسة تقنية ناجزة تنتصر للمرجع، وليست إجراءً إسناديًا يتوخى انسجامًا مفتعلاً للخطاب، وهي قوة مقاومة لكل نزعة إكراهية، مادية كانت أو رمزية".
ورأت أن الكتابة بهذا المعنى لا تنشأ عادة في مناطق الوعي المنضبط للقوانين والسلطات، فيما استدعت عمادة الكلية المتعددة التخصصات في الراشيدية، مجموعة من المهتمين والمفكرين والأساتذة الجامعيين والأكاديمية من دول عربية عدة من بينها المغرب، للمشاركة في أعمال هذه الندوة العلمية الدولية الأولى من نوعها المنظمة من قبل فريقي البحث المذكورين.