القاهرة – علي رجب
القاهرة – علي رجب
رفض العديد من الأحزاب السياسية إقالة قيادات وزارة الثقافة المصرية، واصفةً هذه الإقالات بأنها اعتداء على هوية مصر الحضارية والتنويرية والثقافية، مؤكدةً أن وزير الثقافة الجديد يريد تغير هوية مصر الثقافية وأخونة قطاع الثقافة المصري الذي يعتبر عقل الوطن وهويته.
وقال "حزب التحالف الشعبي الاشتراكي"
إنه يراقب عن كثب التطورات المقلقة والمريبة التي تجرى على الساحة الثقافية المصرية منذ التعديل الأخير في حكومة الدكتور هشام قنديل والذي أتى بالدكتور علاء عبد العزيز وزيرا ً جديدا ً للثقافة, وبعيدا ً عن أن هذا الوزير لا يملك الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة لهذا المنصب, فهو لا تاريخ حقيقي له على الإطلاق في العمل الإداري أو العمل الثقافي وليست له أيضا ً أية إنجازات علمية أو أكاديمية تذكر.
وأضاف الحزب :" نجد أنه منذ اليوم الأول لتواجده في الوزارة لا شاغل له سوى محاولة التخلص من جميع الأصوات المعارضة لحكم مكتب إرشاد "جماعة الإخوان المسلمين" الذي منه يتلقى تعليماته وأوامره. وجاء ذلك على هيئة إنهاء إنتداب من هم كانوا يتولون مناصب قيادية في الأجهزة والمؤسسات التابعة للوزارة والمعروفين بمواقفهم ضد السلطة الإخوانية وعلى رأسهم رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ورئيسة دار الأوبرا المصرية، بالإضافة إلى التهديد والوعيد الذي يصدر منه ضد أكاديمية الفنون ورئيسها وربما يكون هو التالي".
وأوضح :"أنه في الوقت الذي يظهر فيه نواب تيارات الإسلام السياسي في مجلس الشورى ويطالبون بسن قانون لمنع مجموعة من الفنون مثل الباليه على إعتبار أنها فنون مثيرة للغرائز، يتفضل السيد الوزير بمقابلة وفد من الساسة ينتمي إلى نفس ذلك التيار ليجري معه مباحثات وإجتماعات تتعلق بمصير ومستقبل الثقافة المصرية."
وتابع :"في مشهد أصبح من المعتاد تتجاهل حكومة الدكتور هشام قنديل ومؤسسة الرئاسة في عهد الدكتور محمد مرسي احتجاجات الأغلبية الكاسحة من مثقفي وفناني مصر الذين يطالبون بإقالة الدكتور علاء عبد العزيز لإنعدام الكفاءة أولا ً ولأنه ثانيا ً لم يجلس على مقعد الوزير، إلا بسبب مقال كتبه في "بوابة حزب الحرية والعدالة" بغرض تشويه سمعة المعارضة وتمجيد حكم "الإخوان المسلمين" لمصر.
وأكد الحزب رفضه التام لسياسة تفضيل أهل الثقة، على أهل الكفاءة وشغل شخصيات معينة لمناصب مفصلية وقيادية دون استحقاق وفقط لأنهم بطريقة أو بأخرى قدموا فروض الطاعة والولاء للجماعة وذلك كله بغرض الاستحواذ على السلطة وإسكات الأصوات المعارضة نهائيا ً وتغيير هوية الدولة من خلال تشويه المكونات الثقافية للدولة المصرية والشعب المصري تشويهاً عمدياً.
وحذر "حزب التحالف الشعبي الاشتراكي" من أن المساس بالثقافة المصرية والعبث بها بأي شكل من الأشكال وتحت أي مسمى من المسميات يعتبر مساسا ً بالأمن القومي لهذا البلد وتعدي مباشر على حرية المواطنين في التعبير عن أرائهم التي تخالف سياسة الفصيل الحاكم في المرحلة الحالية.
وأعلن الحزب تضامنه الكامل مع فناني ومثقفي مصر في نضالهم ضد وزير الثقافة الجديد المستبد، وتأييده لكافة الخطوات التصعيدية التي سيتخذونها ومشاركته في أية فعاليات ستنظم لهذا الغرض الآن أو في أى وقت لاحق لما يرى أن الثقافة المصرية هي صلب ووجدان هوية الشعب المصري، ومعبرةً عنه ولا يجوز لأي شخص أو فصيل كان محاولة فرض نفسه عليها أو صبغها بلون مغاير للونها الأصلي لمجرد أنه يراه مناسباً، مشدداً على أن الثقافة المصرية تضرب بجذورها في عمق التاريخ وهي بالتالي أكبر من أي تصور سياسي أو أيديولوجي وملك لكل فرد من أفراد الشعب وسيظل كفاحنا هذا مستمرا ً ليس فقط إلى أن يرحل الدكتور علاء عبد العزيز ويترك هذا المنصب لمن هو آهل له، ولكن أيضا ً إلى أن تتحرر المنظومة الثقافية المصرية من كافة الضغوط التي تتعرض لها حاليا ً وتحصل هي الأخرى على المكاسب التي نتمناها جميعا ً من ثورة 25 كانون الثاني/ يناير.
فيما أعلن الأمين العام لحزب "مصر الثورة" تضامنه مع المثقفين المصريين في وقفتهم الاحتجاجية ضد الفصل التعسفي لقيادات وزارة الثقافة من قبل وزير الثقافة الجديد، محذراً من أن الاعتداء على المثقفين هو اعتداء على هوية مصر الثقافية والحضارية والتنويرية التي نشرت ضياءها وثقافتها في العالم كله .
وطالب الأمين العام للحزب الدكتور عصام أمين، بإقالة الوزير وعودة جميع كوادر وزارة الثقافة الذين تم إقصاءهم دون مبرر لعملهم وعلى رأسهم الدكتور أحمد مجاهد الذي تم إقصاءه من منصبه كرئيس للهيئة العامة للكتاب والدكتورة إيناس عبد الدايم التي تم إقصاءها من رئاسة دار الأوبرا المصرية والدكتور صلاح المليجي الذي كان رئيساً لقطاع الفنون التشكيلية وعبد الناصر حسن المستبعد من رئيس دار الكتب والوثائق القومية والمهندس محمد أبو سعده المستبعد من منصبه كرئيس لقطاع مكتب وزير الثقافة والدكتور سعيد توفيق الذي أعلن تقديم استقالته من منصبه كأمين عام للمجلس الأعلى للثقافة احتجاجاً على ما أسماه "الأجواء المسمومة في الوزارة".
أكد أن الأسماء التي تم استبعادها بهذه الطريقة المهينة لها مكانتها في الداخل والخارج وتعد قيمة كبري لمصر في الخارج وتحتفي بهم الشعوب والقيادات في أوروبا وأمريكا .
وشدد الأمين العام للحزب على أن الحفاظ على الهوية المصرية، معتبراً أن الهجمة على الثقافة المصرية تعد هجمة على تاريخ وثقافة وهوية مصر الحضارية .
قال "أمين" أن الفنون والآداب والثقافة هي ضمير هذه الأمة والسبب في حضارتها التى تضرب في أعماق التاريخ وحتى اليوم، مشدداً على إيمانه بأن الإبداع هو العنصر الاساسي في فهم الماضي واستثمار الحاضر وصناعة المستقبل.
أكد الأمين العام للحزب أن الإبداع عمل ثوري حر ينشد الحرية في أرقى صورها ويقدم للأمة المصرية أروع أشكال التقدم نحو مستقبل تملئه العزة والكرامة التي من أجلها ناضل المصريين في ثورة يناير ومازالوا يناضلون حتى تتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية .