الدار البيضاء ــ جميلة عمر
أكد رئيس جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء إدريس المنصوري، أن الكاتب المغربي الراحل إدريس الشرايبي، يُعدّ وجهًا كبيرًا في مجال الأدب الوطني والعالمي، وقال في تدخل خلال جلسة عقدت في إطار الملتقى الدولي حول الكاتب ادريس الشرايبي وأعماله، الذي ينظم أيام 11 و12 و نيسان/13 أبريل الجاري، "إن هذا الكاتب الكبير يتميز بغنى أعماله ، وتنوع المشاكل التي تثيرها، وكذا المواضيع المهمة التي تتطرق إليها ( الإسلام ، الظروف التي تعيشها النساء ، الهوية الثقافية ، صراع الحضارات".
وأضاف رئيس الجامعة ، أن هذه المميزات والخصائص مكنت الأدب المغربي من معانقة العالمية، كما ساهمت في انتشار إشعاع الرواية المغاربية المكتوبة بـاللغة الفرنسية ،على المستوى الدولي، وفي سياق متصل أشار إلى أن أعمال إدريس الشرايبي، وأبعادها المتعددة ليست معروفة على نطاق واسع ، ولذلك يتعين الانكباب عليها من جانب البحث العلمي.
ولكل هذه الاعتبارات ، يضيف السيد المنصوري ، فإن تكريم ادريس الشرايبي بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله ( 1926-2007 ) ، يكتسي أهمية بالغة ، مشيرًا إلى أن هذا التكريم يعد مناسبة للوقوف على خصوصيات أعماله ، ولإطلاق مسارات جديدة للبحث العلمي حول أعمال هذا الكاتب، ويشمل برنامج هذا الملتقى، الذي تنظمه كليتا الآداب والعلوم الانسانية (ابن مسيك وعين الشق) والمدرسة العليا للأساتذة، تقديم عروض ومداخلات وموائد مستديرة بمشاركة باحثين ومترجمين وكتاب وفنانين ينتمون لبلدان المغرب العربي، وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى معرض يضم مؤلفات ادريس الشرايبي ووثائق خاصة به.
ويشكل هذا الملتقى مناسبة لإعادة قراءة نصوص ادريس الشرايبي، مع اكتشاف أبعادها المجهولة، والتي شرعت الأبحاث في الإنكباب على دراستها في الآونة الأخيرة، وبالأخص إنتاجاته في الإذاعة ومقتبساته القصصية ورواياته البوليسية وكتاباته في أدب الشباب وغيرها من أوجه كتاباته غير المعروفة.
كما يعدّ الملتقى فرصة لاستحضار القراءات والتأويلات التي أنجزت وإبرازها ضمن سياقاتها، ومناقشتها وإغنائها بقراءات جديدة وحديثة وعلى هامش هاته التظاهرة، تمت برمجة عرض مسرحي، مستوحى من عمله "أم الربيع" تقدمه فرقة (ذاكرة المستقبل) بطنجة (14 أبريل/ المعهد الفرنسي)، وعرض آخر مستوحى من عمله "الحضارة أمي" ، والذي سيقدم يوم 13 أبريل الجاري بالمركب الثقافي سيدي بليوط في الدار البيضاء، ويوم 14 نيسان/ أبريل بالكنسية البرتغالية ( الجديدة).
وبالمناسبة ، يغني، كتاب، ورسامون، ومخرجون سينمائيون وفنانون مغاربة مهتمون بأعمال الكاتب، هذا الملتقى بشهاداتهم ( تجارب قراءة، إسهامات أو متابعات لأعمالهم، اقتباسات منجزة أو في طور الإنجاز)، وتجدر الإشارة إلى أن ادريس يعد أحد الكتاب الأساسيين ضمن مشهد الآداب المغاربية، حيث عمل على إدراج الخصوصيات المغربية ضمن الأفاق العالمية، كما كان جريئا في مجال التجديد في المواضيع والأجناس.
ومن خصوصيات أعماله أيضًا، قدرته على مقاومة تغيرات السياق، التي تجد فيها الأجيال المتتالية من القراء مادة لمقاربة ماضيه وحاضره، والتفكير في تساؤلاته، والعثور على صدى حياته، في حلمه بالعالم، ومواجهة حقيقة الكائن، لمعرفة الذات والتعرف على الجوهر الذي يؤسس للحياة ويعطيها معنى.