موسكو - المغرب اليوم
يستعد متحف «الإرميتاج» الروسي الشهير لاستقبال معروضات تاريخية عمرها آلاف السنين من عُمان، لعرضها في واحدة من صالات القصر الشتوي، ويستعد متحف عُمان الوطني لعرض معروضات أثرية عن التاريخ الإسلامي، يقدمها «الإرميتاج» مشاركةً منه في معرض «الثقافة الإسلامية»، الذي سيُفتتح في العاصمة العمانية مسقط العام المقبل.
وسيواصل الجانبان تبادل المعروضات الأثرية للمشاركة في المعارض طويلة الأجل خلال السنوات المقبلة، ما سيتيح لعشاق الشرق في روسيا التعرف على بعض تلك الآثار من عُمان، من دون الحاجة للسفر إلى الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته سيكون بوسع المواطنين في عُمان وضيوفها التعرف على جزء من المعروضات التاريخية الإسلامية التي يملكها «الإرميتاج».
وتُنظّم عملية تبادل المعروضات التاريخية بموجب اتفاقية بهذا الخصوص بين البلدين، وُقّعت مطلع الأسبوع الحالي في واحدة من صالات قصر «الإرميتاج»، وقّعها عن الجانب الروسي مدير متحف «الإرميتاج» ميخائيل بيتروفسكي، وعن الجانب العماني جمال الموسوي مدير متحف عُمان الوطني. وقال بيتروفسكي خلال مراسم التوقيع، إنّ «الاتفاقية تسمح بتبادل معروضات طويل الأجل بين المتحفين، حيث سيُنقل بعض معروضات (الإرميتاج) إلى مسقط، كمشاركة في معرض هناك عن الثقافة الإسلامية، أما المعروضات التي ستُنقل من عُمان، فستُعرض ضمن قسم خاص في (الإرميتاج)، مكرس لتاريخ الحضارة العمانية، حضارة البخور».
من جانبه قال الموسوي إنّ «عُمان واحدة من أقدم الحضارات في العالم، عمرها أكثر من ألفي عام»، وعبّر عن سعادته لتوقيعه الاتفاقية التي تتيح عرض بعض المواد الأثرية العمانية في «الإرميتاج»، لافتاً إلى أنّ «المعروضات التي سنقدمها للمتحف الروسي لم يتم عرضها سابقاً خارج عُمان. ويحمل بعضها صفة وطنية خاصة، وانطلاقاً من العلاقات المميزة بين متحفنا و(الإرميتاج)، سنُنظّم هذا التبادل».
ووقع الجانبان ثلاث وثائق، يُنظّم «الإرميتاج» بموجبها معرض «عُمان، بلد البخور»، في واحدة من صالات القصر الشتوي. ويستمر المعرض عاماً كاملاً من 15 مايو (أيار) 2020 حتى 16 مايو 2021. ويقدم متحف عُمان الوطني لهذا المعرض 10 قطع أثرية، بينها مبخرة قديمة مصنوعة من الحجر الجيري عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام، ويُقدر أنّها صُنعت في الفترة 2500 - 2000 عام قبل الميلاد، فضلا عن لوح برونزي عليه نقش بلهجة حضرموت، ويعود إلى العصر الحديدي (1500 عام قبل الميلاد)، وجعبة سهام برونزية (900 - 600 عام قبل الميلاد)، ومعروضات قديمة أخرى.
في المقابل يقدم متحف «الإرميتاج»، مشاركة منه في معرض «الثقافة الإسلامية في روسيا»، الذي سيُنظّم في العاصمة العمانية مسقط العام المقبل، ويستمر حتى عام 2021، 24 قطعة أثرية، بعضها عمره أكثر من 900 عام، والبعض الآخر 100 عام، بينها «صندوق للتعويذات» يعود لعام 1100 ميلادي، فضلاً عن قطع أثرية أخرى من تاريخ الإسلام في روسيا في عهد «الدولة المغولية»، المعروفة في المراجع التاريخية العربية باسم «القبيلة الذهبية»، وقطع أثرية أخرى من تاريخ الإسلام في منطقة حوض الفولغا، ومن بعض جمهوريات آسيا الوسطى. وتساعد جميعها في التعرف على تاريخ تطور الثقافة الإسلامية في روسيا والمناطق التي كانت تابعة لها سابقاً، وكذلك في الدول الإسلامية التي تربطها مع روسيا علاقات سياسية وثقافية.
قد يهمك أيضًا :
معرض "عواصم الثقافة الإسلامية" يختتم فعالياته بالمتحف الوطني في الرياض
مراكز "الأميرة هيا" تختتم دورتها التوعوية حول "شرح حلية طالب العلم"