فاس - المغرب اليوم
احتفاءً بثراء وتوهج الموسيقى الأندلسية بإيقاعاتها وتراكيبها الفنية، التي تستمد أصالتها وقوتها من المشترك بين الحضارتين المغربية والأندلسية، أحيت مجموعة غنائية تضم موسيقيين ومنشدين من المغرب وإسبانيا، حفلاً فنيًا في العاصمة العلمية للمملكة، مدينة فاس. وقدمت هذه المجموعة في تناغم فريد بين الأداء والإنشاد مقطوعات موسيقية وأشعار ومواويل تتغنى بالطبيعة وبالقيم الإنسانية كما تتحدث عن المشترك بين البشر وتدعو إلى السلم والتسامح والإخاء واحترام الآخر ونبذ العنف والتطرف.
واستعادت هذه المجموعة الفنية، خلال هذا الحفل الذي نظم في إطار الأمسيات الموسيقية للمعهد الثقافي الإسباني في فاس، تلك الليالي المؤثرة لفن الآلة، كما أصّل لها الشيوخ الكبار، والتي كانت ولا تزال تشكل كتعبير فني راق أحد الروافد الأساسية للموروث الموسيقي المغربي. وسافرت هذه المجموعة الفنية بالجمهور الذي حضر هذا الحفل إلى مدارج الصفاء النفسي والروحي من خلال تقديم العديد من الوصلات الموسيقية، التي حافظت رغم توالي العقود على أصالتها كما أبدعها فنانون وموسيقيون من ضفتي البحر الأبيض المتوسط آمنوا بالتلاقح بين الثقافات والحضارات وعكسوا كل ذلك في أعمالهم الفنية التي ساهمت إلى جانب أعمال أخرى في صيانة هذا التراث الفني والموسيقي.