الجزائرـ ربيعة خريس
أجمع المراقبون أن عام 2016، لم يكن كغيره ، لأنها وهي تلفظ أنفاسها وتعد ساعاتها ودقائقها وثوانيها الأخيرة، لا تزال تصنع الأحداث "المؤلمة" أو المفرحة " في الساحة الثقافية في الجزائر ، تقدمتها رحيل كبار أعمدة الفن الجزائري.
وشهدت 2016 أحداثًا محزنة في الوسط الفني ، برحيل عدد من الفنانين الجزائريين الكبار ، مثل حميد رماس وعمر الزاهي وشيخ المالوف الحاج محمد الطاهر فرقاني وغيرهم ، من الذين ودعوا الجزائر خلال هذا العام.
ومن أشهر الفنانين الجزائريين الذين غادروا الساحة الفنية الجزائرية للأبد، الممثل الجزائري حميد رماس، الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ، ويعتبر حميد رماس أحد مؤسسي المسرح الشبابي عام 1973، و ذلك رفقة نخبة من الممثلين الجزائريين البارزين على غرار سنية و فلاق وعميمر.
وشارك حميد رماس في أعمال سينمائية جزائرية عدة ، منها "حسان طاكسي" مع سليم رياض ، و فيلم "رحلة إلى الجزائر" مع المخرج عبد الكريم بهلول و "عطور الجزائر" مع رشيد بلحاج".
وودع الجزائريون، خلال هذا العام أيضًا، الممثل الفكاهي الجزائري أحمد بن بوزيد وإسمه الفني "الشيخ عطا الله"، توفي بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ، ويعتبر الشيخ عطا الله ، وهو من مواليد الإدريسية في محافظة الجلفة عام 1970، إحدى الأسماء الفنية الجزائرية البارزة في عالم الفكاهة وقد اشتغل سابقًا كمنشط ثقافي في القناة الثالثة للإذاعة الجزائرية قبل أن ينتقل إلى الفكاهة.
وحزنت الجزائر كثيرًا، لرحيل ايقونة الفن الشعبي الجزائري، عمر الزاهي، 30نوفمبر/تشرين الثاني ، الذي ساهم على امتداد خمسة عقود في إثراء وعصرنة هذا النوع من الفن المتفرع عن الطرب الأندلسي ، وعرف بابتعاده التام عن الأضواء رغم شعبيته الجارفة ، خاصة في الجزائر العاصمة ، وترك الزاهي رصيدًا فنيًا يشمل العديد من الأغاني ، منها "الخاتم" و"مريومة" و"يالوشام"غرد النص عبر تويتر و"بالصلاة على محمد" و"يالمقنين الزين" و"يا العذراء" و"قوليلي بالله يا الشمعة"، وغيرها من الأغاني التي سكنت وجدان المستمع الجزائري.
وقد نعى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الفنان الراحل في رسالة وصفه فيها بالفنان المبدع الذي أمضى حياته في خدمة التراث الموسيقي الوطني ، وبأحد أعمدة الغناء على مدى عقود طويلة.
من جهتها، قالت وزيرة الثقافة الجزائرية السابقة خليدة تومي إن الزاهي كان مدرسة أصيلة في فنه وظاهرة من المستحيل تكرارها ، وقد كان مثل أبي العلاء المعري زاهدًا في الدنيا متصوفًا في فنه.
وفي تاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول 2016 ودعت الجزائر، " بلبل " المالوف، محمد الطاهر فرقاني الذي لن يغرد مرة أخرى، ويعد رحيله خسارة للفن والتراث الجزائريين، وبانطفاء شمعة "سيد المالوف" تكون الجزائر فقدت أحد كبار فنانيها.
توفي عميد أغنية المالوف الجزائري الحاج محمد طاهر الفرقاني عن عمر ناهز 88 عام ، الأربعاء ، في مستشفى "جورج بومبيدو" في باريس، بعد صراع طويل مع المرض.
ويعتبر الفنان أحد رموز الأغنية الأندلسية ، وهو من مواليد التاسع من شهر مايو/أيار من عام 1928 ، وينحدر من أسرة فنية عريقة ، حيث كان والده الشيخ حمو مطربًا معروفًا وملحنًا وعازفًا في موسيقى "الحوزي".
وكانت بدايات الشيخ الفرقاني الفنية بامتهان حرفة الطرز الذي كان فنًا شائعًا في مسقط رأسه قسنطينة ، قبل أن يقتفي خطوات أبيه ، بداية من سن الثامنة عشرة، ليهب حياته للموسيقى.