دبي - المغرب اليوم
رسائل راقية وأهداف سامية حملها اختيار الخط العربي لتزيين واجهة "متحف المستقبل" بدبي، أجمل مباني العالم، المقرر افتتاحه الثلاثاء.رسائل تبرز من خلالها دولة الإمارات جمال الخط العربي، وما يحمله من قيمة فنية وجماليات استثنائية، وتؤكد عبرها أنه ليس فقط جزءا من تراثنا، ولكنه عنصر أساسي لمستقبلنا أيضًا، وأن مستقبلنا لن ترسمه سوى حروف اللغة العربية البديعة.رسائل من شأنها ترسيخ مكانة الخط العربي كأيقونة ثقافية عربية عالمية، يجمع قيمة الكلمة والفكرة بروعة الشكل وجمال الفن، تتويجا لرؤية متحف المستقبل في المساهمة النوعية والفاعلة في استئناف الحضارة العربية، في عصرها الذهبي، التي صدرت علومها ومعارفها للبشرية بلغة الضاد.
ويأتي افتتاح متحف المستقبل بعد نحو شهرين من نجاح دولة الإمارات بالتعاون مع عدد من الدول العربية في إدراج ملف الخط العربي في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وإطلاق "إعلان الإمارات للغة العربية" الذي يمثل خارطة طريق شاملة تغطي جميع المجالات المرتبطة باللغة العربية، وتتويج الفائزين بجائزة البردة، التي يدخل ضمن فئاتها الخط التقليدي والخط الحديث.كما يأتي افتتاح متحف المستقبل بعد نحو 4 شهور من إطلاق المجلدات الـ17 الأولى من "المعجم التاريخي للغة العربية"، وهو المشروع اللغوي الكبير الذي يؤرّخُ للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً ماضية.
ويعد "متحف المستقبل" أحدث تلك المبادرات الملهمة للنهوض بفن الخط العربي.وعند زيارة "متحف المستقبل"، سيكون أول ما يجذب انتباهك حتى قبل دخول المبنى تلك الجمل المكتوبة بخط الثلث العربي التي تزين واجهة متحف المستقبل الممتدة على مساحة 17 ألف متر مربع والمضاءة بـ14 ألف متر من خطوط الإضاءة.وتتناثر حروف لغة الضاد على واجهة المتحف من مختلف أوجهه في انسيابية ورشاقة لترسم بشكل بديع لوحة فنية مبتكرة تضم ثلاث جمل ملهمة لبناء المستقبل للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تعكس رؤيته لمستقبل دبي والإنسانية.
وأبدع الفنان الإماراتي مطر بن لاحج في تصميم كتابة تلك الجمل على واجهة المتحف، مستخدماً خط الثلث العربي المعروف بجمالياته وروعة حروفه، ليبرز ما يمتاز به الخط العربي من جماليات استثنائية من خلال حروفه التي تجعله الأكثر انسيابية والأكثر ثراءً جمالياً والأكثر تطويعاً من بين لغات العالم أجمع. واستغرق عمل بن لاحج على التصميم أكثر من 4 أشهر، مزج خلالها موهبته الفنية بخبراته في العمارة والتصميم ووعي العلاقة بين الكتلة والفراغ، وخامات البناء من معدن وزجاج.
ورغم جمال الخط العربي الذي صممه الفنان الإماراتي مطر بن لاحج المنقوشة به تلك الجمل، إلا أن سر روعة تلك الجمل يتعدى جمال الشكل إلى عمق المضمون، في تلك الرسائل الملهمة، التي تعكس رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حول أهداف هذا المتحف.وتتزين واجهة المتحف المستقبل بثلاث جملة ملهمة لبناء المستقبل للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تحمل لغة راقية وتعبر عن أهداف ثمينة، وطموحات لا حدود لها، وتلك الجمل هي:
- "لن نعيشَ مئاتِ السنين، ولكن؛ يمكنُ أن نبدعَ شيئاً يستمر لمئاتِ السنين".
- "المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيّله وتصميمَه وتنفيذَه. المستقبلُ لا يُنتظَر، المستقبلُ يمكن تصميمهُ وبِناؤه اليوم".
- "سرُّ تجدد الحياةِ، وتطوّرِ الحضارةِ، وتقدّمِ البشريّةِ هو في كلمة واحدةٍ؛ الابتكار".
وتم اختيار الخط العربي لتزيين واجهة متحف المستقبل في رسالة واضحة بأن الخط العربي ليس فقط جزءا من تراثنا، ولكنه عنصر أساسي لمستقبلنا أيضًا.كذلك، يأتي استخدام الخط العربي في تصميم واجهة متحف المستقبل تمثيلاً لرؤية المتحف في المساهمة النوعية والفاعلة في استئناف الحضارة العربية، في عصرها الذهبي، التي صدرت علومها ومعارفها للبشرية بلغة الضاد.وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تصريحات سابقة له قال فيها: "متحف المستقبل يتحدث اللغة العربية ويجمع بين أصالتنا العربية وطموحاتنا العالمية، وهو أيقونة هندسية عالمية ولكنه يتحدث اللغة العربية".
ويعد "متحف المستقبل" معرضاً دائماً لاستعراض جوانب مختلفة من مستقبل البشرية وأهم التقنيات التي تنتظر البشرية في العقود المقبلة، كما يمثل المتحف مركزاً فكرياً عالمياً من نوعٍ جديد، حيث سيعمل مع مجموعة من الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة على دراسة التحديات الحالية والمستقبلية بعمق وجرأة لتقديم حلول جديدة ومبتكرة.يعد متحف المستقبل أحدث جهود الإمارات ومبادراتها الملهمة في النهوض باللغة العربية وإحياء فن الخط العربي وحمايته وتنميته.وأثمرت تلك الجهود قبل شهرين، إدراج ملف الخط العربي في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي خلال الاجتماع الدوري السادس عشر للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي عقد خلال الفترة من 13 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
تم الإعلان أيضا عن تسجيل ملف "الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو والذي قامت المملكة العربية السعودية بالتنسيق له بدعم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" ومشاركة ودعم دولة الإمارات و15 دولة عربية أخرى كأحد أكبر الملفات المشتركة بين الدول العربية.ويشكل هذا الإدراج جزءا من الجهود المشتركة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الدول الأخرى المشاركة في الملف في إبراز المكانة التاريخية والثقافية للخط العربي ودعما للعمل الثقافي الإنساني المشترك في حماية وحفظ وتعزيز ونقل هذا العناصر من التراث الإنساني الثري.
وفي الشهر نفسه، شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إطلاق "إعلان الإمارات للغة العربية" في جناح دولة الإمارات بإكسبو 2020 دبي، خلال النسخة الأولى من قمة اللغة العربية، وعلى هامش الدورة الـ22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي التي أقيمت في إكسبو 2020 دبي.ويعزز انعقاد النسخة الأولى من قمة اللغة العربية في إكسبو 2020 جهود الإمارات في نشر اللغة العربية وحضورها عالمياً بوصفها لغة معرفة وثقافة وإبداع وتساهم في رسم معالم حاضرها ومستقبلها كما تشكل مرجعية دولية للغة العربية ورسم مستقبل العربية.
ويعد "إعلان الإمارات للغة العربية" مرجعاً للمسؤولين في الدول العربية لإطلاق المبادرات والمشاريع التي تحفظ اللغة العربية، وتعزز حضورها لدى الأجيال المقبلة وفي نفس الوقت تستشرف مستقبلها في الفضاء الرقمي والعوالم الجديدة والصناعات المرتبطة باللغة العربية، وتوظيف تكنولوجيا العصر في تعليم ونشر اللغة العربية، لتغدو لغة للحاضر والمستقبل.يأتي إصدار الإعلان تنفيذا لتوصيات تقرير "حالة اللغة العربية ومستقبلها" الصادر عن وزارة الثقافة والشباب في ديسمبر/ كانون الثاني 2020، الذي دعا إلى ضرورة التنسيق والتعاون بين الدول العربية من خلال التخطيط اللغوي السليم والعمل العربي المشترك.
وجاء إعداد التقرير بناء على توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليكون أساساً ودراسةً موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.أيضا شهد شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تتويج الفائزين في الدورة السادسة عشرة من جائزة البردة في ست فئات مختلفة من بينها الخط التقليدي والخط الحديث.وأصبحت جائزة البردة منذ إطلاقها من قبل وزارة الثقافة والشباب الإماراتية عام 2004 من أهم الجوائز العالمية التي تعنى بالفنون الإسلامية وتستشرف مستقبلها.
واستبق تلك المبادرة، إنجاز ثقافي وحضاري للإمارات يسجلها التاريخ في سيرة الأمة العربية، تمثل في إطلاق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، المجلدات الـ17 الأولى من المعجم التاريخي للغة العربية، الذي يؤرّخُ للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً ماضية.
مبادرات تتوج مسيرة حافلة بالإنجازات الإماراتية التي أسهمت في المحافظة على اللغة العربية والنهوض الحقيقي بها على مختلف المستويات وتكريس مكانتها في المجتمع المحلي وعلى النطاق العالمي.ويعتبر ميثاق اللغة العربية، الذي أعلنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أبريل/ نيسان 2012، علامة فارقة في مسيرة الإمارات وجهودها لحماية اللغة العربية نظرا لحزمة المبادرات القيمة والعملية التي تضمنها، بهدف تعزيز حضور "لغة الضاد" في كل المجالات الحياتية.
وفي عام 2012 أيضا أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تأسيس المجلس الاستشاري للغة العربية، كما أطلق حزمة من المبادرات التحفيزية لتعزيز مكانة اللغة العربية ومنها تأسيس لجنة تحديث تعليم اللغة العربية، والتي تتكون من خبراء تربويين وأكاديميين يقدمون اقتراحات لأساليب تعليمية جديدة لمناهج تعليم اللغة العربية، وتدشين معجم محمد بن راشد للغة العربية المعاصرة، وجائزة محمد بن راشد للغة العربية، ومبادرة تحدي القراءة العربي، ومبادرة الوسم "بالعربي" وغيرها.
وتضمنت المبادرات أيضا، إنشاء كلية للترجمة ضمن مظلة كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية بدبي، وتأسيس معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.وفي إنجاز غير مسبوق أعلنت منصة "مدرسة" التعليمية الرقمية التي تندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ضمن محور التعليم عن إنجاز 1000 درس للغة العربية بالفيديو وتحقيق 14 مليون مشاهدة خلال عام من تعهدها بتوفير المحتوى النوعي في متناول الطلاب العرب قبل نهاية 2020.
قد يهمك أيضَا :
مؤسسة دبي لمتحف المستقبل تطلق المجلس العالمي للتعاملات الرقمية