الرباط -المغرب اليوم
للسنة الثانية تواليا تغيب المهرجانات في فصل الصيف، تاركة فراغا كبيرا على المستويين الثقافي والترفيهي؛ فتوقفت بذلك فعاليات عديدة خلال هذه الفترة من السنة أمام استمرار حجر صحي وقيود حركة صارمة فرضتها جائحة كوفيد 19.واعتادت جمعيات ومؤسسات عديدة على تنظيم مهرجانات مختلفة المنطلقات والفئات المستهدفة، من الثقافية إلى الترفيهية، لكنها اصطدمت مجددا بعدم استيفاء كافة شروط الحياة الطبيعية، لتتأجل أفكار التجمع لإحياء مواعيد ثقافية في مختلف مدن المملكة.
واعتادت فئات عريضة على مهرجانات ثقافية ثابتة المواعيد يتقدمها مهرجان كناوة” بالصويرة، و”فيزا فور” ميوزيك بالرباط، و”تويزا” بطنجة، بالإضافة إلى أخرى ترفيهية تتزامن مع توافد أفراد الجالية المغربية؛ لكنها توقفت هي الأخرى.وظلت المهرجانات السياحية الصيفية تنعش اقتصاد مدن كاملة خلال فترات سابقة، فعلى امتداد سنوات عاشت حواضر أياما تحصل فيها المطاعم ودور الكراء والفنادق على مداخيل كبيرة، تساعدها على تجاوز فترات كساد في السنة نفسها.
إبراهيم المزند، فاعل ثقافي ومدير فني للعديد من المهرجانات، اعتبر أن العالم كله يشهد هذه الظاهرة، مسجلا أن الفيروس “لم يقتل الإنسان وحده، بل دمر العديد من المشاريع الثقافية التي ستجد صعوبات في العودة إلى الوضع السابق”.وأضاف المزند، في تصريح لجريدة هسبريس، أن العودة تتطلب إعادة الثقة للمتتبع من أجل العودة إلى الفضاءات، وكذلك ضمان استثمارات عمومية تعيد هيكلة المهرجانات، مطالبا بضرورة استثمار عطش الناس للعودة إلى الفضاء العمومي.
وأوضح المتحدث ذاته أن فتح الحدود مع البلدان الأخرى من شأنه تعزيز الحضور الثقافي، “لكن رغم كل هذا تراكمت مشاكل حقيقية تقتضي فتح الأوراش الثقافية بشكل جدي ولو في المدن الصغيرة، وعدم الانتظار إلى غاية إطلاق المهرجانات العالمية”.
وأشار المزند إلى أن الوضع الراهن يقضي على الفنان والإبداع كذلك، مطالبا بضرورة الاجتهاد والاشتغال على الكيف من أجل إقناع الناس بالعودة؛ “فالمشاهد أصبح هو الآخر يريد الجودة، وإلا سيكفي بالتلفاز والمكوث في المنزل”، على حد قوله.
وقد يهمك أيضاً :
أكاديمية المملكة المغربية تلقي محاضرة عن المصطلح في التراث العربي