لشبونة ـ المغرب اليوم
تتغير أهمية الدمى بالنسبة للأطفال من زمن لآخر، لكنها دائمًا تظل رفيقة ألعاب الطفولة وخيالاتها، ويظل مكانها في الذاكرة محفوظًا، وقد يكون ذلك السبب في إقامة متاحف لها ولبيوتها الصغيرة المجهزة بكل مستلزمات الحياة، وفي مدينة لشبونة، في البرتغال، يتخصص متحف صغير في عرض الدمى المهملة، لكن وظيفته الأولى هي إصلاح الدمى المكسورة، ولهذا يطلق عليه اسم مستشفى الدمى. والمستشفى له تاريخ عريق، حيث أنشئ عام 1830، وأصبح جاذبًا لأصحاب الدمى الغالية والرخيصة، وأيضًا جاذبًا للسياح بوصفه أقدم مستشفى للدمى في العالم، وتبعه محال مماثلة في ألمانيا وبريطانيا وأستراليا وأيرلندا، وغيرها.
واللافت أن بعض تلك المحال أو المستشفيات تخصصت في إصلاح الألعاب المحشوة في الأغلب، لكن مستشفى لشبونة يتميز بإصلاح الدمى القديمة والمصنوعة من البورسلين أو الكرتون أو الخشب، وغيرها. ووصفت محررة صحيفة "غارديان" العاملين في المستشفى البرتغالي بأنهم يرتدون المعاطف البيضاء، ويقومون بجراحات لتركيب الأطراف المكسورة أو زرع خصلات شعر، أو حتى تركيب العيون، وإضافة حشوة زائدة لدب مصنوع من القطن، وغيرها من الأجزاء التي قد تكون فقدت بسبب الإهمال أو من جراء اللعب العنيف. وفي خزانات خاصة بالمتحف، توجد القطع الإضافية التي يستخدمها المختصون الذين يطلق عليهم "الراعون" لإعادة لعبة ما للحياة مرة أخرى، وتحمل كل دمية بطاقة تحمل كل المعلومات عنها وعن إصابتها. وتتنوع القطع في خزانات المستشفى ما بين الفساتين وقطع الملابس المختلفة بمختلف المقاسات، إضافة إلى الأحذية الدقيقة الحجم. ويعرض المستشفى أيضًا في قسم مخصص للبيع قطعًا من المفروشات الصغيرة، التي توضع في بيوت الدمى، فهناك ورق الحائط والمصابيح الصغيرة والمقاعد، وغيرها.
وأوضح الموقع الإلكتروني للمستشفى أن قصته بدأت من خلال سيدة عجوز، كانت تملك محلاً للأعشاب في لشبونة، وتقضي وقتها جالسة أمام متجرها وتنشغل بصنع دمى من القماش. والمحل كان في ساحة براسا دا فيغويرا، حيث تقام سوق يومية، وكان الكثير من الأطفال يمرون بالسيدة العجوز، وكان الكبار يحكون لها عن دمى أطفالهم ويشتكون من تلف أصابها، وكانت السيدة العجوز تطلب منهم أن يحضروا الدمى لتصلحها لهم. وعلى الصفحة الرئيسية للموقع توجد أقسام المستشفى أو المتحف، تحت عنوان "تخصصاتنا"، إذ أن هناك قسم للتصليحات، وقسم للقطع المصغرة، وتضم الدمى الدقيقة الحجم والقطع التي توضع في بيوت الدمى. وهناك أيضًا قسم للملابس، حيث يعلن المتحف عن استعداده لصناعة الملابس والأحذية والشعر الصناعي لجميع أنواع الدمى.