الرباط - المغرب اليوم
صدر حديثا عن الهيئة العربية للمسرح، للباحث المغربي الدكتور موسى فقير كتاب بعنوان "حفريات في الفرجة الشعبية بالمغرب"، يستجلي جملة من الظواهر الشعبية التراثية المغربية القديمة، ويستبطن أغوار العادات الشعبية ذات الملامح التمسرحية، مستعينا بالمقاربة الأنثربولوجية والسوسيو ثقافية.
وركز الباحث على الفرجات الشعبية في منطقة الغرب، باعتبار أن هذه الفرجات هي امتداد للمكونات الثقافية التي عرفتها شعوب شمال أفريقيا بالمغرب، أمازيغية وعربية ورومانية وقرطاجية وأندلسية وإفريقية وحسانية ويهودية...وغيرها.
وأوضح الكاتب أن الأشكال الفرجوية الشعبية المغربية ذات الملامح التمسرحية تكون غالبا رافدا من روافد البيئة التي تشكلت فيها، فمن خلال تاريخ أسطورة النشأة تبقى الرموز الثقافية تحمل في طياتها أثر البيئة التي أنتجتها، ويظهر هذا في سلوكات ومواقف منتج الفرجة الشعبية، فهو غالبا ما يمتح رؤيته للعالم في ضوء ما يحيط به من أفعال يحورها إلى كلام يثير فضول الإنصات والانتباه.
اقرا ايضا
انطلاق فعاليات أسبوع التراث المغربي في الشارقة
ومن أبرز الفرجات الشعبية التي يتناولها المؤلف فرجة عيساوة التراثية القديمة، بكل فروعها الطقوسية، (الحضرة، رفع العلام، التجريد، التهلال)، و"تاغنجا" و"المتارف" و"طاطا" و"بوقيبور" و"حاكوزة" و"جبيد احبل" و"السبع بولبطاين" و"عرفة مايمونة" و"سلطان الطلبة" و"الحلقة" و"الهيت" و"طقوس عيد الأضحى" و"الخيالة (الفروسية)" و"اعبيدات الرمى"...إلخ.
ويتجلى هاجس الكاتب موسى فقير في هذا المؤلف رد الاعتبار للأشكال الفرجوية التي يمتلكها المغرب، لأنها تشكل ـ في نظره ـ تاريخا إنسانيا مشتركا مع ثقافات إنسانية كونية ملؤها التعايش والسلم مع باقي شعوب المعمورة.
ولا شك في أن هذا الكتاب سيغني المكتبة الوطنية، كما أنه مفيد للطلبة والباحثين، لأنه يستعرض أشكالا تراثية قديمة زالت في يومنا هذا، بفعل المتغيرات التي طرأت على المجتمعات في عصرنا التكنولوجي الحالي. وبإمكان المخرجين إعادة تحويل تلك الظواهر التراثية القديمة ومحاكاتها إلى فرجات سينمائية وتلفزيونية قابلة للمشاهدة بأسلوب عصري حديث دفاعا عن الهوية والحضارة المغربية التليدة.
قد يهمك أيضاً :
طلاب كلية الدراسات الشرقية الأفريقية يهاجمون الفلسفة الغربية
الاحتفال بذكرى ميلاد التشكيلية إنجي أفلاطون في قصر الأمير طاز