طرابلس - المغرب اليوم
في تقليد لجرائم سرقات البنوك العالمية الشهيرة، لجأ تشكيل عصابي في ليبيا للتنقيب عن الآثار بطرق مبتكرة بحفر الأنفاق والسراديب أسفل منزلهم للوصول إلى مغارة تضم ذهبًا وقطعًا أثرية، في عملية استغرقت قرابة خمسة أشهر، والحادث الذي تم بطريقة محلية، وكشفت عنه مديرية أمن بنغازي، تورط فيه عناصر العصابة المكونة من ستة أشخاص، بعدما تسربت معلومات عن تهريبهم لكميات من الآثار من داخل منزلهم المُهدم بالمنطقة القديمة بمدينة بنغازي (شرق ليبيا).
وبدأت خطة التشكيل "بجلب ثلاثة عمال للحفر داخل إحدى غرف المنزل المهجور منذ عام 2014، واستمروا في العمل بشكل يومي بسرية تامة بهدف الوصول إلى مكان مغارة أثرية ترجع للعصر الروماني"، وفقًا لاعترافاتهم.وفور مداهمة أفراد البحث الجنائي بمُديرية أمن بنغازي للمنزل المهجور بعد بلاغ من مجهول، وجدوا "جميع غرف المنزل ممتلئة بأكوام التراب (الرديم)، ومع تتبع مسار عمليات الحفر الذي بدأ من إحدى الغرف بعمق زاد على خمسة أمتار، توالت المفاجآت لقوات الشرطة".
وروت المديرية في بيان أصدرته مساء أول من أمس، أن أفراد البحث الجنائي عندما هبطوا إلى الحفرة العميقة أسفل الحجرة فوجئوا بوجود نفق بلغ طوله عشرة أمتار متفرع منه ممرات عديدة، وكانت قد تناثرت على الأرض قطع من كسر الفخار.وأوضحت مديرية الأمن أنها بدأت عملية تحر واسعة عن الجناة عندما استكملت جميع المعلومات حول الجريمة، وتبين أن المتورطين فيها ثلاثة أشقاء، وقالت إنها داهمت مقر مسكنهم وعثر لديهم على أدوات حفر واعترفوا بعد مواجهتهم بمكان القطع الأثرية التي استخرجوها من المغارة، ووجد من بينها وجه لتمثال وقطع أثرية عديدة ترجع للعصر الروماني.
ونوهت المديرية إلى أن المتهمين اعترفوا بأنه "كانت لديهم معلومات تاريخية عن وجود مدينة أثرية رومانية قريبة من منزلهم فخططوا لهذه العملية، واستأجروا ثلاثة عمال للحفر، حتى عثروا على مغارة أثرية".كما حكى العمال الثلاثة أنهم اتفقوا مع الأشقاء الثلاثة على الحفر مقابل 100 دينار ليبي (الدولار يقارب 4.61 دينار) ونصف كمية الذهب الذي يعثر عليه، لافتين إلى أنهم بدأوا في الحفر قبل 5 أشهر، وعقب اعتراف المتهمين الستة تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيالهم وإحالتهم إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.وتعرضت الآثار الليبية عقب سقوط نظام معمر القذافي للسرقة والنهب، كما تم تهريب جزء كبير منها خارج البلاد، قبل أن تتمكن السلطات المعنية باسترجاع بعضها.
قد يهمك ايضا
"مجنون ليلى الفارسي" تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة