لندن - كاتيا حداد
كشف العلماء عن صورة سرية مخبأة تحت أحد الأعمال الفنية التي تعود للقرن 19، وكشف بورتريه بواسطة ادغار ديغا من خلال الأشعة السينية عن وجه امرأة مفقودة لفترة طويلة في عالم الفن، وأفاد الباحثون أنهم استطاعوا الكشف عن الخطوط العريضة لصورة خفية منذ فترة العشرينات، وعرف ديغا برسمه ونحته لراقصي الباليه إلا أن بورترية "صورة امرأة" فتن مؤرخي الفن لفترة طويلة وظهرت فيه امرأة مرتدية غطاء أسود على رأسها.
ومن خلال جانب واحد من وجه المرأة تظهر الخطوط العريضة للوحة أخرى سفلية تخلى الفنان عنها، وأخذ فريق من متحف الملكة فكتوريا ومعرض الفنون اللوحة التي بحوزتهم على سبيل الإعارة لفحصها والكشف عن أسرارها، وعلم مؤرخو الفن منذ عام 1922 بوجود خطوط عريضة لصورة خفية تخرج من اللوحة ولكن الأساليب التقليدية كشفت فقط عن خطوط باهتة.
واستطاع فريق البحث الكشف عن أثار معدنية في أصباغ الطلاء المستخدمة على القماش باستخدام تقنية الأشعة السينية، ومن خلال فصل هذه الخطوط تدريجيا تمكنوا من بناء خرائط محوسبة من طبقات الطلاء بما في ذلك الصورة المخبأة لسنوات عديدة، واشارت النتائج التي نشرت اليوم في مجلة Scientific Reports أن الصورة الخفية لامرأة بائسة تحدق في الفراغ.
ويعتقد فريق البحث بقيادة الدكتور ديفيد ثروغود والدكتور داريل هوارد أن اللوحة المخفية هي صورة لم تكن معروفة للموديل إيما دوبيغني، وأشارت التقارير إلى أن رسوم ديغا كانت عبثية في هذه الفترة، وأوضحت خرائط الكمبيوتر أن الفنان رسم قبل إعادة العمل على الأشكال وتحويلها إلى أشكال تقليدية.
وكتب المؤلفون " أظهرت الدراسة بنجاح إعادة بناء افتراضي لصورة خفية بواسطة ادغار ديغا ما ساعد في فهم أفضل لعمله وممارساته الفنية"، ولا تعد لوحة ديغا الأولى التي تخضع لهذه التكنولوجيا العالية بواسطة الأشعة السينية، حيث خضعت لها العديد من الأعمال الرائعة بما في ذلك لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي ولوحة عباد الشمس للفنان فان جوخ، ما كشف عن تفاصيل معقدة وساعد في استخلاص المعرفة بشأن كيفية الحفاظ على هذه الأعمال الفنية.