مراكش - ثورية إيشرم
تعد قبور السعديين من بين المآثر التاريخية والمعالم الثقافية التي تمتاز بها المدينة الحمراء، والتي تعد قبلة لعشاق لمسات التاريخ والحضارة ، وهي من الخصائص المميزة التي تجتمع في المدينة الحمراء التي تعد مدينة التاريخ والحضارة العريقة ، كما أن هذه القبور تعد أيضا إحدى الإعداد القليلة التي ما تزال تنير المدينة الحمراء بثقافتها وتاريخها العريق من سلالة السعديين الذين حكموا العصر الذهبي لمدينة مراكش والممتدة ما بين 1524 – 1659 ، وهي من الحقب التاريخية القديمة التي كانت تمتاز بالرقي والثقافة والتاريخ العريق في مراكش، والتي توجد بالقرب من مسجد القصبة في هذا الحي الذي لا يزال يشع بجمالية الثقافة المغربية القديمة .
ويضم الضريح 60 قبرا من سلالة السعديين انطلاقا من المنصور الذهبي إلى خلفائه وعائلته الكبيرة التي تعد من القبور التاريخية المزخرفة والمميزة بمجموعة من اللمسات والخصائص المغربية الفريدة من نوعها، بالإضافة إلى غرفة عريقة ومميزة تتكون من 12 عمودا وتضم أيضا قبر السلطان أحمد المنصور الذهبي ، إضافة إلى كون هذه الغرف تتميز أيضا بمجموعة من الخامات المغربية التقليدية التي لا تزال حتى الآن تمنحها الرقي والجمالية التاريخية مما يجعلها قبلة للسياحة وعشاق التاريخ والحضارة المغربية المختلفة والمتنوعة من مدينة إلى أخرى ، إذ أنها تمتاز بلمسات من الرخام الكرار الذي تم جلبه من إيطاليا لجعل هذه المقابر مزينة وغاية في الجمالية.
وتحتوي هذه المقبرة التي على هذا الكم الكبير من القبور المزخرفة والمنقوشة بمختلف اللمسات المغربية من جبس وخشب زليج تتكون من مجموعتين هندسيتين الأولى تتشكل من 3 قاعات تعد الأولى قاعة للصلاة وتتكون من 3 بلاطات تحتوي على مجموعة من القبور التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن 18 ، إضافة إلى ذلك المحراب الذي يتكون من كوة خماسية الزوايا التي تتميز بقوس مكسور ومتجاوز يعلوها ويرتكز على 4 أصناف من الأعمدة الرخامية وتغطيه إحدى القبات المميزة بجمالية الهندسة الراقية والمغربية العريقة. وتتميز المجموعة الثانية بقاعة وسطى تتكون من 12 عمودا وتعد من أجمل الأجنحة الموجودة في المكان ، والتي تستند إلى 4 مجموعات لثلاث أعمدة من نفس الرخام المعتمد في المجموعة الأولى، إضافة إلى تلك القبة العلوية التي تغطيها والتي تتميز بسقف خشبي ومنقوش ويحتوي على مجموعة من الزخارف ، وهي القاعة التي تحتوي على قبر السلطان أحمد المنصور الذهبي وقبر ابنه زيدان وبعض قبور خلفه.
هذه القبور التي تجتمع في ضريح السعديين تعد من المعالم التاريخية والأساسية التي تمنح شهرة عالمية لمدينة مراكش وليس فقط على الصعيد الوطني ، فهي رموز للثقافة المغربية العريقة التي تمتاز بها المدينة ، وهي معالم تنضاف إلى كل المعالم الثقافية والتاريخية الأخرى التي تعطي مراكش تلك الجمالية التاريخية القديمة التي تستنشق عبيرها بمجرد دخولك إلى مراكش ابتداء من ذلك السور الأحمر الطيني الذي يحيط بالمدينة العتيقة ويمنحها تلك اللمسة الثقافية المغربية العريقة التي تسافر بزائر المدينة من كل دول العالم ومن مختلف الجنسيات إلى حقب زمنية لا يمكن أن يشهدها أو يكتشفها إلا بزيارته إلى هذه المعالم التي تعد قبور السعديين إحداها.