الرباط -المغرب اليوم
تتجه المدينة العتيقة بالصويرة صوب عهد جديد من تاريخها، بفضل البرنامج التكميلي للتأهيل والتثمين (2019-2023)، الذي وقعت اتفاقية شراكة وتمويل بشأنه بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 22 أكتوبر 2018 بمراكش.وبفضل العناية السامية لجلالة الملك الذي ما فتئ يحيط بها هذا التراث الغني اللامادي، فإن هذا البرنامج الكبير سيمكن حتما هذه الحاضرة، على غرار المدن العتيقة بمختلف المدن التاريخية المملكة، من دخول عهد جديد على درب تعزيز سمعتها وجاذبيتها وإشعاعها للمساهمة بشكل فعال وناجع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لحاضرة الرياح.
وهكذا، فإن هذه الدفعة الملكية لتأهيل وصون تراث المدن العتيقة بالحواضر التاريخية للمملكة، عبر جيل جديد من البرامج الرامية إلى تثمين هذه الأنسجة الحضرية ستمنح للمدينة العتيقة بالصويرة صورة جديدة في أفق سنة 2023، بشكل يجعل منها رافعة حقيقية لتنمية المدينة.
وستمكن الرؤية الملكية المتبصرة في مجال صون وتثمين المدن العتيقة من أجل الحفاظ على إشعاعها، من الارتقاء بالمدينة العتيقة بالصويرة لتصبح جوهرة معمارية وحضرية قادرة على ترسيخ المكانة البارزة لهذه الحاضرة الأطلسية، باعتبارها ملتقى للأديان ومدينة معروفة ومعترفا بها على المستوى الدولي في تعزيز قيم العيش المشترك والتعايش والتقاسم.
وإلى جانب تطوير الإطار المعماري لهذه الحاضرة وصون تراثها التاريخي وطابعها المعماري الفريد، فإن هذا البرنامج الطموح يروم تحسين شروط العيش اليومي للتجار، والصناع التقليديين والأسر القاطنة بالمدينة العتيقة للصويرة، وتحرير مؤهلات النسيج الحضري وجعله قطبا سياحيا واقتصاديا بامتياز، وذلك عبر سلسلة من المبادرات والأشغال التي تجمع بين الأصالة والحداثة، في إطار مقاربة تشاركية قائمة على التشاور والتنسيق وتطابق الرؤى.
وفي هذا الصدد، تسهر السلطات الإقليمية على عقد اجتماعات دورية للاطلاع عن قرب على الدراسات والأشغال والمراحل المقطوعة والمشاريع الجارية أو المستقبلية، وذلك في إطار هذا البرنامج الكبير الذي سيساهم في توطيد الدينامية متعددة الأبعاد التي تعرفها حاضرة الرياح.وخلال هذه الاجتماعات، تم التأكيد على ضرورة احترام الآجال المحددة لإنجاز الأشغال والمشاريع المتصلة بهذا الورش الكبير، كما تمت دعوة مختلف المتدخلين والأطراف المعنية بالورش إلى تكثيف الجهود وتسريع وتيرة الأشغال لبلوغ الأهداف المنشودة في الآجال المحددة.
وتم التأكيد أيضا، على ضرورة التحلي باليقظة خلال تنفيذ مجموع التدخلات، خاصة تلك المتعلقة بتجديد الوجهات، قصد صون الطابع الأصيل للمدينة العتيقة وحماية الرسومات القائمة على الجداريات والبنايات.ويهم هذا البرنامج (300 مليون درهم)، الذي يستفيد منه 13 ألفا من ساكنة المدينة العتيقة، 26 مشروعا ترتكز بدورها على 4 محاور رئيسية، هي تأهيل المجال العمراني، وترميم وتأهيل التراث التاريخي، وتعزيز الولوج إلى الخدمات الاجتماعية، وتقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة العتيقة للصويرة.
ويعتبر هذا البرنامج من الجيل الجديد ثمرة شراكة بين صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ووزارة الداخلية، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومجلس جهة مراكش آسفي، والمجلس الجماعي للصويرة، ومجموعة العمران.ويندرج البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة (2019-2023) في إطار الجهود المبذولة، تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية للمحافظة على المدن العتيقة وتثمينها بعدد من مدن المملكة كالرباط والدار البيضاء، ومراكش، وفاس، ومكناس، وسلا، وتطوان.
قد يهمك أيضا:
الأمم المتحدة تستعين بالروبوت المغربية "شامة" لمناهضة العنف والتمييز ضد النساء