بغداد - نجلاء الطائي
تتفق الام العراقية على ان يكون للعيد نكهة خاصة برغم الظروف العصية والصعبة التي تمر بها البلاد ، الا انها تصر ان تجعل افرادها يعيشون فرحة العيد من خلال سعيها لاستكمال مستلزماته، فضلاً عن ان يكون لكل فرد من اسرتها حصته من ملابس العيد، وتخصيص يوم كامل لعمل " الكليشة" ، كونها تعد العيد مناسبة مقدسة لا يمكن للعائلة ان تتعامل معها بنحو روتيني ، فضلاً عن انها المناسبة الامثل لنبذ الخلافات وازالة جميع اسباب الزعل بين افراد الاسرة "المغرب اليوم" رصدت ابرز مظاهر استعدادات الاسر العراقية للعيد .
سناء كاظم ، "موظفة متزوجة وأم لطفلين"، تقول إن "زحمة العمل لم تكن عائقاً امام اغلب الامهات العاملات بل على العكس هن يواظبن على جعل كل عيد مناسبة خاصة لتجمع الاسرة ، لاسيما وانها لا تتكرر في السنة سواء مرة لذا فان احترام قدسية العيد امر اعتادت عليه الاسرة العراقية مهما كان مستواها الاقتصادي , اما زهراء علي ربة بيت تقول ان ابرز ما يميز طقوس كل عيد هو عمل " الكليجة" ولا يسمح بالتنازل عنها ،لاسيما وان الاطفال يعدونها حلوى العيد حصراً ولا يقبلون عنها بديلا ، مضيفة ان اليوم الاول لعيد الفطر يكون دائماً مميزاً اذ تقوم العائلات بمراسيم الصلاة "صلاة العيد" والتوجه الى الجوامع لذا يكون لهذا العيد خصوصية معينة لجميع الاسر العراقية.
وأوضحت بتول قاسم أنها ونتيجة عملها الدائم اختارت هذا العيد ان تقوم بشراء الكليجة الجاهزة من الاسواق وبعض اصناف الحلويات بغية تقديمها لضيوفها في اثناء ايام العيد، مشيرة الى ان العيد بالنسبة لأسرتها مناسبة لتجميع جميع افرادها وغير مسموح للتغيب اثناءه, فيما اعتبرت ابتسام محمد ان للعيد في بلاد الرافدين خصوصية وله عادات وتقاليد مميزة اذ تتبادل العائلات الزيارات وصحون "الكليجة" ، الى جانب قيامهم بعمل المآدبات على امتداد ايام العيد ، مما يعمل على تقوية الاواصر الاجتماعية ويخلق اجواءً من الالفة والمحبة, بينما يقول اصحاب محال بيع الملابس ان "اسواق الملابس وخاصة النسائية تشهد مع حلول عيد الفطر المبارك ، الاقبال الذي كانت تشهده في كل عام اذ جرت العادة في الاعياد ان تشهد الاسواق زحاماً واقبالا شديداً استعداداً للعيد".
وكشفت سعاد جاسم ربة بيت بان الحكومات المحلية غير مهتمة بالأماكن الترفيهية وعدم توفير الالعاب الجيدة ولا توجد اماكن للعائلات العراقية ولا اماكن خاصة بالنساء ولهذا وجود العائلات والنساء في منازلهم افضل من الخروج في أيام العيد، لافتة الى ضرورة ان يكون هناك اهتمام اكبر من قبل المسؤولين والحكومات المحلية بموضوع الترفيه ، وان يتم انشاء اماكن خاصة لترفيه العائلات واماكن خاصة للنساء والفتيات اسوة ببقية دول العالم.
ومن بين التقاليد ايضا التي زحفت نحو اجواء العيد وطقوسه الجميلة تبادل الرسائل النصية او ما يعرف بالمسجات المليئة بعبارات التهاني والتبريكات المصاغة بأبيات الشعر والدراميات المغلفة بمشاعر المحبة والود والمرسلة عبر جهاز الموبايل والتي اصبحت من بين مظاهر التواصل الاجتماعي وادامة العلاقات بين الاهل والاقارب والاصدقاء في تلك المناسبات السعيدة
ويبدو ان تلك الممارسة تسجل حضورا لافتا خلال ايام العيد الذي لا ينقطع فيه منبه الرسائل في اجهزة الهواتف النقالة للكثيرين عن الرنين معلنا مع كل دقة وصول بطاقة تهنئة تبارك بحلول العيد.