الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الفوانيس الرمضانية التقليدية

القاهرة ـ شيماء مكاوي

داخل الأحياء الشعبية المصرية حي الحسين والسيدة زينب وغيرها من الأحياء تجد الخيام التي تعلق الفوانيس الرمضانية بألوانها الجذابة وأشكالها المختلفة وأحجامها المتنوعة .ولقد سيطرت الفوانيس القديمة الشكل النحاسية والمعدنية على السوق المصري لهذا العام بشكل كبير خصوصا مع تراجع اعداد الفوانيس الصينية وجودتها في السوق .

ووراء الفوانيس حكاية لابد أن نتعرف عليها حتى نستطيع أن نحكيها لأطفالنا وهي : 
 كلمة فانوس  كلمة إغريقية وهي  تعني أحد وسائل الإضاءة، وبدأ استخدامه عندما كان الخليفة الفاطمي دائما ما يخرج إلى الشارع في ليلة رؤية هلال رمضان لاستطلاع الهلال وكان الأطفال يخرجون معه يحمل كل منهم فانوس ليضيئوا له الطريق وكانوا يتغنون ببعض الأغاني التي تعبر عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان.
 
ورواية أخرى وهي أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يجعل كل شوارع القاهرة مضيئة طوال ليالي رمضان فأمر شيوخ المساجد بتعليق فوانيس على كل مسجد وتتم إضاءتها بالشموع.
 
 ورواية أخرى أيضا بأنه لم يكن يسمح للنساء بالخروج سوى في شهر رمضان فكن يخرجن ويتقدم كل امرأة غلام يحمل فانوس لينبه الرجال بوجود سيدة في الطريق حتى يبتعدوا مما يتيح للمرأة الاستمتاع بالخروج ولا يراها الرجال في نفس الوقت، وحتى بعدما أتيح للمرأة الخروج بعد ذلك ظلت هذه العادة متأصلة بالأطفال حيث كانوا يحملون الفوانيس ويطوفون ويغنون بها في الشوارع.


 
وسواء كانت أي روايه هي الصحيحة فسوف يظل الفانوس عادة رمضانية رائعة تجلب السرور والبهجة على الأطفال والكبار وتحتفي بقدوم شهر رمضان المبارك خصوصا لدينا في مصر وهي عادة تنتقل من جيل لآخر للكبار والصغار حيث يلهو الأطفال ويلعبون بالفوانيس الصغيرة  ويقوم الكبار بتعليق الفوانيس الكبيرة على المنازل والمحلات.

ويذكر أن أول من عرف استخدام الفانوس في رمضان هم المصريون منذ قدوم الخليفة الفاطمي إلى القاهرة قادما من الغرب وكان ذلك في اليوم الخامس من شهر رمضان لعام 358 هجرية، خرج المصريون في مواكب من رجال وأطفال ونساء حاملين الفوانيس الملونة لاستقباله وبهذا تأصلت عادة الفانوس وأصبحت رمزا رمضانيا، ثم انتقلت هذه العادة من مصر إلى معظم الدول العربية وبذلك أصبح فانوس رمضان جزءا أصيلا من تقاليد شهر رمضان.

ولقد تطورت صناعة الفانوس على مر العصور من حيث الشكل واللون والتركيب، حيث  كان له شكل المصباح في البداية وكانت تتم إنارته بالشموع ثم أصبح يضاء باللمبات الصغيرة ثم بدأ يتطور حتى أخذ الشكل التقليدي المعروف لنا جميعا وبعد ذلك أصبح الفانوس يأخذ أشكالا تحاكي مجريات الأحداث والشخصيات الكرتونية المختلفة المشهورة في الوقت الحاضر.
 
وفي هذا العام يتصدر المشهد بالنسبة للفوانيس الصينية " فانوس السيسي " و فانوس اللاعب الشهير " رمضان صبحي " لاعب نادي الأهلي الشهير .
 
أيضا انتشرت الفوانيس بالأشكال العرائس القديمة التي تعلق بها الأطفال وهي "بوجي وطمطم " والذي  بلغ سعر الفانوس 70 جنيها ويغني بأغاني رمضانية.

ولكن الانتشار الأقوى كان للفوانيس النحاسية والمعدنية والتي تتنوع أشكالها وأحجامها فالصغير منها ينار بالشموع والكبير بواسطة الأضاءة الكهربائية .

وهناك أيضا الفوانيس المصنوعة من الخشب والتي يتم تصميمها بواسطة فن "الأركت " .

وهي منتشرة بشكل كبير نظرا لقلة أسعارها مقارنة بالأسعار الفوانيس المعدنية والنحاسية التي يرتفع قيمتها لتصل من 60 جنيها إلى 400 جنيه أو أكثر حسب حجم الفانوس .

أما الفوانيس الخشبية فيتراوح سعرها من 45 جنيها إلى 150 جنيه حسب حجم الفانوس . 

وبالنسبة للفوانيس الخشبية فهناك مجموعة من الشباب أسسوا مشروع أطلقوا عليه " فابريكا" يقوموا بتصميم فوانيس بثلاث أحجام مختلفة " كل فانوس أطلقوا عليه اسم وصمموه من الخشب غير الملون في دعوة منهم إلي أن يقوم الطفل بتلوين الفانوس الخاص به كنوع من البهجة والسرور.
أيضا قاموا بكتابة الأسماء والإهداءات على الفوانيس بشكل مبتكر مما أثار إعجاب كثيرون للغاية لأن الفكرة جديدة ومختلفة . ولكن العودة الأكبر كانت لشكل الفانوس القديم والمتواجد بكثرة في الأحياء الشعبية وخصوصا حي الحسين والسيدة زينب وغيرها من الأحياء التي اشتهرت بصناعة الفوانيس التراثية .

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مؤلفون غربيّون يدعون إلى مقاطعة المراكز الثقافية الإسرائيلية إحتجاجا…
وزير الثقافة يُوجيه بدعم الناشرين لجعل أسعار الكتب في…
جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية
مصر تضع اللمسات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير أحد…
معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…
وفد برلماني شيلي يشيد بدينامية المشاريع التنموية بمدينة الداخلة
وزير الخارجية الأميركي يُشيد بالشراكة مع المغرب في مجال…
لفتيت يُبرز مجهودات وزارة الداخلية لمحاربة البطالة ودعم المقاولات…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة

الغارات الإسرائيلية تهدّد المواقع التراثية في لبنان واجتماع في…
إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر…
مؤلفون غربيّون يدعون إلى مقاطعة المراكز الثقافية الإسرائيلية إحتجاجا…
وزير الثقافة يُوجيه بدعم الناشرين لجعل أسعار الكتب في…
جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية