عمان - إيمان يوسف
تقع مكتبة الجاحظ أو "خزانة الجاحظ" كما يحلو لصاحبها "هشام المعايطة" تسميتها في وسط العاصمة عمان وتضم بين جنباتها الآلاف من الكتب وتعتبر من أقدم المكتبات في العاصمة الأردنية عمان حيث يزورها يوميًا السيَّاح والدارسين والباحثين ويصنف المعايطة زبائنه بأنهم من السياسيين والكتّاب والشعراء والفنانين وطالبي العلم ومن كافة الدول العربية. وأكد صاحبها هشام المعايطة، أنّ الخزانة مفتوحة على مدار اليوم ولا تغلق أبوابها، لافتًا إلى أنه يقطن في غرفة فندقية بجانب الخزانة حتى يستطيع تقديم الخدمة للزبائن.
وأوضح أنه ورث هذه المكتبة عن أجداده الوراقين وأن جذورها تأسست في القدس وكانت تعتبر واحدة من خزائن القدس ثم انتقلت إلى بغداد لتستقر منذ 20 عامًا في الأردن.
ويعتمد المعايطة في الترويج لمكتبته من خلال نظام التأمينات أو الاستعارة فمن يرغب بشراء كتاب يستطيع ذلك ومن يرغب بالاستعارة فذلك متاح أيضًا من خلال التبديل بكتاب آخر أو وضع مبلغ مالي رمزي مسترد مقابل الكتاب. ولم يغفل المعايطة بأن المكتبة العربية والرواية العربية تحديدًا ينقصها الترجمة، الأمر الذي يدفع بالسياح إلى الابتعاد عن شراء الروايات, أما الأردنيون المغتربون فيسعدون بزيارة كشك الجاحظ كل صيف لشراء أو استعارة كتب نادرة وقيِّمة تصل في مجموعها إلى 30 كتابًا أو أكثر.
وتحدث هشام عن أقدم مخطوطة في المكتبة فهي تعود إلى 800 عام وهي من مخطوطات علماء بيت المقدس إضافة إلى أقدم طبعة من كتاب "الطب الجنائي" والتي طبعت في المطابع الملكية قبل 200 عام, وتضم المكتبة أيضًا معجم عثماني عمره 350 عامًا "عثماني – عربي, وعربي- عثماني".. ويؤكد المعايطة أن للكتاب نكهة خاصة في ظل الثورة التكنولوجية والإنترنت موضحًا أن الكثير من الكتب والنوادر أصلًا لم تصل إلى الشبكة العنكبوتية فما زالت ورقية.
أما فوائد الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فقد جعلت لمكتبة الجاحظ العديد من الأصدقاء الذين يلتقون أسبوعيًا على جوانب وأرصفة المكتبة لتبادل النقاش في رواية أو قصة أو كتاب معين. ويحصل الجاحظ على الكتب من الأصدقاء أو من المكاتب العمانية أو يشتري الكتب من المطابع ويُفضل الحصول دائمًا على النوادر من الكتب. وصاحب مكتبة الجاحظ لا يمتلك تلفازًا أو راديو فاعتماده في معرفة الأخبار على الصحف والمجلات الدورية والكتب ولا يدون أي معلومات فهو يمتلك ذاكرة حديدية يحتفظ فيها بكثير من المعلومات.