لندن ـ ماريا طبراني
أصبحت لوحة "مونارش أوف ذي جلين"، مهددة بالخروج من الأراضي البريطانية خلال الأسابيع المقبلة، إذا لم يتقدم لها مشترِ بريطاني قادر على دفع أكثر من عشرة ملايين جنيه استرليني، وهي تعدّ أحد أهم وأبرز الأعمال الفنية البريطانية.
وقرر عملاق الويسكي "دييجو" بيع اللوحة، وذلك لأول مرة منذ قرن من الزمان، إلا أن الحكومة الاسكتلندية تأمل في أن تبقى اللوحة والتي كانت معروضة للعامة، في ايدينبرج لمدة عشرين عامًا، على أراضيها. وكانت اللوحة الفنية رسمت على يد الفنان البريطاني السير ادوين لاندسير في عام 1851، ويظهر فيها حيوان الأيل على خلفية من المرتفعات، وستجلب مبلغًا يفوق العشرة ملايين جنيه إسترليني خلال المزاد المقرر في الشهر المقبل.
<img alt=""مورنارش أوف ذي جلين" مهددة بالخروج من بريطانيا""" مورنارش="" أوف="" ذي="" جلين"="" مهددة="" بالخروج="" من="" بريطانيا""مورنارش="" data-cke-saved-src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/maghribtodaycult238.jpg " src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/maghribtodaycult238.jpg" style="height: 350px; width: 590px;">
وعقدت شركة الويسكي العملاقة "دييجو" صفقة قبل سنوات مع المتحف الوطني في إسكتلندا لعرض العمل الفني، إلا أنها قررت بيعها مؤخرًا باعتبارها فائض عن الحاجة، إلا أن حكومة اسكتلندا أعربت عن أملها في الاحتفاظ بالعمل الفني، بعد شرائها من قبل أصحابها الجدد. وعلى الأرجح أن يتم شراء اللوحة من قبل مشترِ صيني، حيث سيأخذها معه إلى بلاده، حيث أقامت الصين نفسها في العام الماضي كأكبر سوق للتحف والأعمال الفنية في العالم، واتجه أثرياء الدولة الآسيوية نحو شراء الفن الأوروبي بصورة كبيرة في السنوات الماضية.
وأكد الخبير البريطاني جورج سكولينغ، أن المشترين وجامعي التحف الصينيين، يميلون بشدة نحو اقتحام سوق الفن الأوروبي، وخاصة الأعمال الفنية ذات الطراز الريفي، موضحًا أن هذا التحول يأتي من جانب الصينيين الأصغر سنًا. وكان الفنان البريطاني لاندسير يتردد على المناطق التي تحيط بها المرتفعات، لقضاء إجازاته بها لأكثر من 20 عامًا، حيث قام خلالها برسم اللوحة الشهيرة، وتم ترشيحها للعرض في مجلس اللوردات، ولكن ذلك لم يحدث ليتم بيعها بعد ذلك لأحد المهتمين بجمع التحف الفنية.
وامتلك عدد كبير من الأشخاص، تلك التحفة الفنية حتى انتهى بها الأمر، لتصبح في حيازة أحد عمالقة صناعة الويسكي في العالم، وذلك في عام 1916، وقررت بعد مرور قرن كامل التخلي عنها، وبيعها على اعتبار أن هذا العمل الفني يعدّ إرثًا تاريخيًا هائلًا، ولكن لا علاقة له بأعمالهم. ويقول المتحدث باسم شركة "دييجو" أنهم قاموا بعمل كبير من خلال إقراض اللوحة للمتحف الوطني طيلة السنوات الماضية، إلا أنه حان الوقت حتى تنتقل ملكيتها إلى شخص أخر. وأضاف أن الأولوية لدى الشركة في المرحلة الراهنة تتمثل في التركيز على أصولها وتطويرها بالشكل الذي يقدم قيمة للموظفين والمساهمين، وهو الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع.