الرباط - المغرب اليوم
بأفقه المتجدد والمشرع على امتدادات الضوء وأصوات الحياة والكون، يواصل الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال، عبر كثافة فاتنة، العبور بمشروعه الشعري الغني والعميق صوب الأقاصي..
عبد الكريم الطبال، الشاعر الذي فتح حواس الأجيال على لغة الشعر وعلى جوهره ومسالكه وعلى التخييل الخلاق وهواء النهر، كان ولا يزال الطائر الذي يقف على أطراف الأرض والضفاف ويقبض على المعنى قبضا..
ينقلنا الشاعر، في ديوانه الجديد الموسوم بـ “الوردة فوق الأرض” الصادر مؤخرا عن منشورات سليكي أخوين بطنجة في 147 صفحة، بأجنحة السر إلى أفق آخر.
هذا الأفق يزهر بالحدائق والجسر والوصل والعشق والغيمة والوجوه والبحر والصبح والعشب والجبال والسماء والمطر والطرقات… بنسيج نص يستمد قوة تأثيره من التحولات الكبرى في الواقع والمجتمع..
ومن خلال عناوين رئيسية، تمد أغصانها داخل الديوان وتنطوي على عشرات القصائد: أمام المرايا، أصوات غائمة، أشجار أخرى، في القرب الأول، في مهب الممكن، في خيمة الليل، متواليات، ما كان لي أن أجيء، مع طيور التم..
الشاعر عبد الكريم الطبال يعيد القارئ بهذا الديوان إلى نداء القصيدة وإيقاعاتها البعيدة، الممتدة في الزمان والمكان.. وإلى أبجديات القول في أناقته وفي يقظته النادرة ..
إنها معارج الذات في شفافيتها وانفعالاتها الآنية ونزعتها الحسية، وهي تصعد عاليا في وجه مشاهد مضطربة وملتبسة ما فتئت تطارد الأحلام، لتؤكد أن الشعر في وهجه وشروقه يمنحنا سببا للوجوه ورغبة إنسانية تبقى حاملة لتطلعات الغد..
نقتطف من الغلاف الأخير للديوان هذا الوهج:
” تمشي على النهرِ
من دون جسر
ولا تبتل
ولا تغرقْ
***
تكتب الماءَ
من دون حبر
ولا يمحو الماءُ
الكلماتْ”.
قد يهمك ايضاً :
تكريم الصديقي و الطبال ضمن تكريمات وازنة في ملتقى التسامح الدولي في الشاون