القاهرة - المغرب اليوم
جدّدت الشمس صداقتها وتعامدت أمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون في الفيوم، ومعبد الكرنك في الأقصر، في ظاهرتين فريدتين، تتكرر يوم 21 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، وسط احتفالات رسمية شارك فيها عدد كبير من الأجانب والمسؤولين في مصر.
ويقول خبراء أثريون إن «ظاهرة تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية تؤكد دراية القدماء المصريين بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يقومون بتشييد المعابد مواجهة للشمس، لتسجيل ظاهرة أو أحداث فلكية».
وأحيت الأقصر المصرية مع شروق شمس، أمس، الاحتفال بتعامد الشمس على تمثال آمون وسط معبد الكرنك الشهير، جنوب البلاد، في احتفالية سياحية وفنية شارك فيها مصطفي ألهم محافظ الأقصر، وعدد من علماء المصريات والسياح الذين يزورون الأقصر في هذه الفترة.
وتعامدت الشمس في تمام الساعة السادسة و42 دقيقة صباحاً، واستمر تعامدها لمدة 20 دقيقة، متجهة غرباً إلى معبد حتشبسوت الذي يقع على امتداد الكرنك في البر الغربي.
وظهر قرص الشمس وهو يتوسط البوابة الشرقية للمعبد التي تقع على المحور الرئيسي له، ويمثل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس، الذي يحدد فلكياً بيوم الانقلاب الشتوي... ثم تعامدت الشمس على الأماكن المقدسة في المعبد (الفناء المفتوح وصالة الأعمدة وقدس الأقداس)، وانتشرت بداخلها عند منتصف النهار في نحو الساعة 12 ظهراً، وتمت رؤية قرص الشمس وأشعتها التي انتشرت في جميع أرجاء المعبد.
وأضاءت الشمس أمس تمثال آمون وزوجته موت... وأضاءت الشمس أيضاً موائد القرابين المقامة على خط واحد بطول محور المعبد والمصنوعة من حجر الألباستر التي تنتمي إلى عصور فرعونية مختلفة.
وأكد الخبراء الأثريون أن «تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك، يأتي في اليوم نفسه من كل عام، إيذانا ببدء فصل الشتاء في مصر القديمة».
وفي الفيوم، تعامدت الشمس على معبد قصر قارون، حيث أشرقت على قدس أقداس المعبد، الذي كرس لعبادة سوبك «الإله ذو رأس التمساح»، ويقع جنوب غربي بحيرة قارون، ويبعد عن مدينة الفيوم بنحو 50 كلم، ويرجع تاريخه إلى العصر البطلمي، ويقع ضمن مدينة «ديونيسوس» التي تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد.