أثينا ـ سلوى عمر
كشفت أبحاثٍ جديدة أنَّ عددًا من المواقع المقدسة في منطقة بحر إيجه، التي تغطي المناطق المحيطة ببحر إيجة في اليونان وتركيا، بُنيت على خطوط تصدّع زلازل.، ما يُشير إلى أنَّ اليونانيون القدامى قد بنوا معابدهم المقدسة على مواقع سبق أن ضربتها الزلازل حيث كانوا يعتقدون أنَّ الأرض تمتلك قوى روحية. ويمكن لخطوط التصدع إطلاق ينابيع طبيعية من المياه، والتي استخدمها الإغريق القدماء لبعض الطقوس القديمة للمساعدة في تنقيتهم. كما يُمكنهم أحيانًا أن يُطلقوا أبخرة سامة قد تكون مصدر إلهام "الرؤى الإلهية" في بعض مُعتقدات الإغريق القدماء.
وقد اختار الإغريق القدماء بناء أهم المباني على المناطق المتضررة من النشاط الزلزالي لأنها منحتهم وضع ثقافي خاص. وقد توصلت الباحثة إلى وجود دلائل على ذلك، حيث استخدمت معالم المناظر الطبيعية في الزلزال في البناء. واستخدم المستوطنون الأوائل خطوط التصدع تحت الأرض كممرات للمياه الجوفية ومخارج البناء. واستخدموا الأرض غير المستوية التي سببتها الزلازل كجدران من الحجر الجيري للبناء.
ومن المعروف أنَّ المشهد في منطقة بحر ايجه على حد سواء لكونه مليئة بالتصدعات وكذلك العدد الكبير من المستوطنات المدمرة. وتقع اليونان عند نقطة التقاء ثلاث لوحات تكتونية متغيرة، والتي تمتد باستمرار وتحرك المنطقة، مسببة تصدعات زلزالية. والكثير من التصدعات في منطقة بحر إيجه توجد مباشرة في المساحات القديمة التي تعتبر أكثر المستوطنات المقدسة. ويعتقد الآن أن بناء مستوطنات قريبة من مواقع الزلازل قد لا يكون أمرًا محض الصدفة.