الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
مظاهر الاحتفال بالعيد

بيروت -غنوة دريان

يستقبل اللبنانيون عيد الأضحى المبارك بشكل مختلف تمامًا هذا العام، عمّا كان عليه في الماضي, ليس بسبب الضائقة الاقتصادية فقط وإنما بسبب تغير العادات والتقاليد التي كانت تحكم الأسر اللبنانية في العيد. فقد كان الهم الأول عند اللبنانين هو شراء ملابس العيد للأطفال التي كانت تعتبر من أولى أولويات الأسر اللبنانية, أما اليوم فهناك الكثير من الأسر وبسبب الضائقة الاقتصادية التي يمر بها المجتمع اللبناني بأكثريته الساحقة, لم تعد هذه العادة من أولويات العائلات اللبنانية.

وقد اعتاد العديد من الأطفال ان لبس العيد لم يعد من الضروريات وكثير منهم قد حرموا من تلك المتعة التي يحلمون بها خاصة في الطبقة  دون المتوسطة, التي لم يعد بإمكانها شراء ملابس العيد لأولادهم مما يشكّل حسرة كبيرة لديهم, فالكثير منهم يفضلون أخذ أولادهم إلى مدينة الملاهي حيث أصبحت كلفتها باهظة, بسبب اختفاء ما يسمى بحرج العيد, الذي كان منتشرًا في الكثير من المناطق اللبنانية, أما اليوم فهناك وجهة واحدة وكلفة في نفس الوقت, الأضاحي كانت جزءًا لا يتجزأ من عادات عيد الأضحى وربما أكثرها أهمية في الماضي كانت العائلات الميسورة والمتوسطة  تذبح الأضاحي وتوزعها على العائلات الفقيرة وكانت العائلات البيروتية تتباها أمام بعضها البعض بحجم الأضاحي, التي ذبحتها بمناسبة العيد, أما اليوم وبسبب حالة التردي الاقتصادي وعدم قدرة الطبقة الوسطى, على تقديم الأضاحي فأصبحت هذه العادة مقتصرة فقط على العائلات الميسورة, في ظل ظاهرة بدأت تجتاح المجتمع اللبناني, وهي ظاهرة التفكك الأسري والتكافل الاجتماعي.

في الماضي، كانت العائلات البيروتية تجتمع  فيما يسمى بالبيت الكبير أي بيت الأب والأم  وفي حال وفاتهما كانوا يجتمعون عند الأخ أو الأخت الكبرى وكانت هذه العادة تعتبر عادة شبه مقدسة انطلاقًا من مقولة كانت بالنسبة إلى البيروتيين :"إلا ما عندو كبير يشتري كبير" أما اليوم فقد أصبحت هذه العادة تقتصر على عدد قليل من العائلات . يقول عبد الله شاتيلا مختار منطقة رأس بيروت لا يوجد مقارنة بين العيد اليوم والعيد في الماضي. فاليوم أصبح العيد مجرد أقفال للمؤسسات والدوائر الرسمية, أما فكرة التزاور والتهنئة بالعيد أصبحت نادرة للغاية, فأنا مثلا أفتح مكتبي خلال العيد لأن هناك العديد من أصدقائي المسنين يشعرون بالمرارة لأن أولادهم يكتفون بالاتصال بهم عبر الهاتف ويهنئونهم في العيد. أو يكتفون بزيارة قصيرة لا تتجاوز الساعة, لذلك يفضلون الاجتماع عندي للعب الطاولة والورق, حتى لا يفكرون بتصرف أولادهم حتى يهربون من الشعور بالمرارة  تجاه تصرفات أولادهم , هم الذين كانوا يقضون أول وثاني أيام العيد مع العائلة.

ويضيف المختار شاتيلا أن الصغار اليوم أصبحوا يتحكمون بقرارات الكبار فهم يريدون فضاء العيد مع الاصدقاء وليس بين افراد الاسرة  وهذا شيء محزن للغاية. ويعتبر الدكتور رائد محسن الأخصائي النفسي أن ظاهرة التفكك الأسري بدأت في الاتساع في لبنان منذ عدة سنوات وأصبحت المعايدة على تطبيق "الواتس أب" تأتي تماشيًا مع العصر فكل واحد منا سواء مرسل الواتس أب أو متلقيه يعتبره أنه قام بواجبه . والجميع أصبح متقبلًا هذه الطريقة بالمعايدة بسبب حالة التقوقع التي يعيشها كل منا فكل واحد لديه حياته الخاصة وأسلوبه في ممارسة هذه الحياة وليس لديه أي استعداد للتنازل عنها حتى لو كان من أجل والديه.

والعيدية كانت شيئًا بمنتهى الأهمية في الماضي وفرحة للأولاد لا توصف اليوم العيدية أصبحت نوعًا من أنواع الرفاهية, بعد أن كانت من أهم طقوس العيد. وتقول منى الدامرجي في الماضي كانت العيدية بالنسبة لنا هي أهم شيء في هذه المناسبة السعيدة, وكان والدي بالرغم من أننا ننتمي إلى عائلة بسيطة يحرص على إعطاء كل واحد منا عيديته, هو وجدي أما اليوم وبسبب ما نمر به من ضائقة اقتصادية فإننا لا نستطيع أن نعطي أولادنا العيدية التي تسعد قلوبهم خاصة  وأنهم يطلبونها بالدولار ونحن عاجزون عن فعل ذلك ومن المخجل أن أقول لكم بأنني أعطي أولادي 10 دولارات فقط لأنه ليس بإمكاني إعطائهم أكثر من ذلك خاصة وأن لدي أربعة أولاد, وهناك الكثيرون مثلي فنحن مجتمع أصبح يعاني من عدم قدرته على تلبية متطلبات أولادهم، والبعض منهم يحزن لهذا الحال, ولكنهم لا يتفهمون واقع الحال وهذا ليس ذنبهم.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

اخر الاخبار

مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…
المغرب والسعودية يتفقان على تسهيل عملية ترحيل المحكوم عليهم…
أخنوش يعرض تجربة المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية…
الحكومة المغربية تؤكد التعامل الإيجابي مع الرقابة البرلمانية وقبول…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

الأخبار الأكثر قراءة

حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة
مركز أبوظبي للغة العربية يُقدم 53 منحة جديدة إلى…