الدار البيضاء - جميلة عمر
قُدم، السبت، في الدار البيضاء كتاب "المغرب والولايات المتحدة الأميركية من خلال الأرشيف المخزني 1786 -1912"، لمؤلفته الباحثة خديجة اليعقوبي القباقبي، وذلك في إطار الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب (8 - 18 فبراير/شباط الجاري).
ويسلط هذا المؤلف، الصادر عن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الضوء على العلاقات التاريخية للمغرب وذاكرته المشتركة، كما يستظهر أدوار الدبلوماسية المغربية وأداءها المتميز في أصعب الفترات، إلى جانب إبرازه لعراقة الذاكرة المشتركة المتقاسمة مع بلدان شقيقة وصديقة. وتتجلى أهمية الدراسة، حسب مؤلفته، في كون الأرشيف المخزني شكل عماده ومادته الأساسية، حيث تم الاستناد إلى إحدى عشر محفظة خاصة من مديرية التوثيق الملكية لم يتم الاطلاع عليها سابقا، بإذن خاص من مؤرخ المملكة.
وأكّدت أنّ هذا الإصدار هو أول عمل يفتح من الأرشيف المخزني، وخاصة من المسكوت عنه أو ما تجاوزته الدراسات الأميركية في هذا الصدد، وتم إحياؤها من خلال الأرشيف المخزني. وأبرزت أن العمل تطرق خلال فصوله الثلاثة إلى تيمات رئيسة من بينها التطور التاريخي للعلاقات المغربية الأميركية ما بين 1786 و1869، والوجود الأميركي بالبحر الأبيض المتوسط وملابسات التوطيد القانوني للعلاقات المغربية الأميركية، والأبعاد السياسية لمعاهدة السلم والتجارة القائمة بين الطرفين.
وتناول المؤلف، حسب الباحثة، بعض الأزمات التي نشأت بين البلدين خلال الفترة المدروسة، وتأثيرها على العلاقات الثنائية لا سيما مع بدايات التمثيل الدبلوماسي الأميركي في المغرب، وتمحور حول مدى تمكن الولايات المتحدة خلال تلك الفترة، في إطار علاقاتها مع المغرب، أن توازن بين حماية مصالحها الخارجية والداخلية والاستجابة لتطلعات المغرب، ومدى كون العلاقة مفيدة وبناءة لكلا الجانبين .
وأشارت إلى أن المؤلف هو تكملة لمجموعة من الدراسات والأبحاث التي تناولت العلاقات الخارجية للمغرب سواء مع فرنسا أو إيطاليا أو ألمانيا أو انجلترا إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، التي شكّلت حجر الزاوية لاستكمال هذه العلاقات خلال الفترة المدروسة .
واعتمد البحث، إلى جانب الأرشيف المخزني، على رصيد خزانات متعددة من المصادر والمراجع الموثقة للموضوع في تناولها لعدد من الأزمات التي اعترت العلاقات المغربية الأميركية طيلة الفترة المدروسة، وفي استجلاء وجهة النظر المغربية التي غيبتها المصادر والدراسات الأجنبية والمحلية على حد سواء.
ويذكر بأن ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، ترأس، افتتاح المعرض الدولي للنشر والكتاب الرابع والعشرين، الذي تنظمه، تحت رعاية محمد السادس، وزارة الثقافة والاتصال بتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات - المكتب الوطني للمعارض، إلى غاية 18 فبراير/شباط الجاري.