الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
تقنية عالية لبث روح الحياة في قصر بكنغهام

لندن-المغرب اليوم

ككل عام، افتتح قصر باكنغهام غرفه الرسمية للزوار والسياح، وأضاف: "ككل عام - أيضًا معرضًا متميزًا مستمدًا قطعه من مجموعة المقتنيات الملكية الضخمة "ذا رويال كوليكشن"، ويدور هذا العام حول الملكة فيكتوريا التي تحتفل البلاد بالذكرى الـ200 لميلادها. 
ورغم أن الملكة فيكتوريا من أكثر ملكات بريطانيا شهرة، وقد تركت خلفها مذكرات ورسومات بخط يدها سجلت من خلالها تفاصيل حياتها وحياة عائلتها، وسجلت المسلسلات والأفلام والكتب أغلب تفاصيل حياتها قبل زواجها وخلال حكمها الذي امتد لـ60 عاماً، فإن المعرض يسجل نقطة مهمة لصالحة، وهي أنه مقام في القصر الذي عاشت فيه فيكتوريا مع زوجها الأمير ألبرت لسنوات طويلة.
زيارة قصر باكنغهام عادة ما تشغل الزائر بمطالعة كل التفاصيل وتسجيلها في الذاكرة بأسرع ما يمكن؛ إذ إن أوقات الزيارة محدودة، وأيضاً الأماكن المفتوحة للزوار محدودة، ولهذا؛ فإن من يرِد زيارة القصر للمرة الأولى سيجد أمامه الكثير ليراه، وأيضاً الكثير من التفاصيل التاريخية الموجودة في كل قطعة أثاث وكل نقش على السقوف المزخرفة المذهبة.

إقرأ أيضا:

معرض يعيد قصر الملكة فيكتوريا إلى الحياة بتقنية الواقع الافتراضي
ولكننا سنركز هنا على المعرض الخاص عن "قصر الملكة فيكتوريا" الذي اطلعت الملكة إليزابيث على تفاصيله منذ أيام قليلة، وأبدت إعجابها به، حسب ما تذكر لنا منسقة العرض الدكتورة أماندا فورمان.
المعروف أن القصر الحالي يختلف عن الذي عاشت به الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت بعد ثلاثة أسابيع من توليها العرش في عام 1837، وسنجد تفاصيل ورسومات توضح لنا شكل القصر قبل التوسع فيه. 
وحسب المعرض فالملكة فيكتوريا بعد أن رزقت بأطفالها التسعة وجدت أن مساحة القصر وغرفه غير كافية لأسرتها، وذكرت في مذكراتها أن أطفالها لا يجدون مكاناً كافياً للحركة واللعب، وأنه من غير المعقول أن يمضوا كل أوقاتهم في غرف الحضانات الخاصة بهم ومربياتهم، ونعرف من العرض أن القصر بحالته القديمة كما عاشت فيه فيكتوريا في البدايات كانت غير مكتمل البناء وكانت أغلب الغرف عارية من المفروشات أو الزينة، ورغم نصيحة وزرائها بالانتظار حتى انتهاء إعداد القصر ليصبح ملائماً للسكن، فإن فيكتوريا أرادت الانتقال للعيش هناك لتبدأ حياتها الجديدة.
وفي عام 1845 كان واضحًا للملكة وأسرتها الصغيرة أن القصر لا يفي باحتياجاتهم؛ ولهذا قامت في العام نفسه بكتابة خطاب لرئيس الوزراء وقتها، سير روبرت بيل، حول ضرورة تغيير القصر ليلائم سكن "أسرتنا الصغيرة" كما كتبت. 
وبالفعل، وافق البرلمان في آب/أغسطس من العام التالي (1846) على تخصيص مبلغ 20 ألف جنيه استرليني لأعمال التوسعة في القصر، كما توفر مبلغ آخر عبر بيع القصر الصيفي للملك جورج الرابع في برايتون بـ50 ألف جنيه استرليني. 
وبالفعل، بدأ المعماري إدوارد بلور في وضع الرسومات الهندسية لإضافة الجناح الشرقي الحالي للقصر والذي يحيط بالساحة الداخلية الآن وضم الشرفة الخارجية الشهيرة التي تحرص العائلة المالكة على الظهور بها في المناسبات الرسمية، بعدها، أضيفت قاعة الرقص التي أرادتها الملكة فيكتوريا لاستقبال ضيوفها وإقامة الحفلات الموسيقية التي كانت تحبها بشكل خاص.
يقدم العرض نموذجاً تخيلياً للقصر وتصميماته الداخلية بألوانها الحية قبل أن يجدده الأمير إدوارد السابع، ابن الملكة فيكتوريا الأكبر، ليطغى عليه اللونان الأبيض والذهبي.
المعرض يحاول التعامل مع كل التفاصيل التاريخية ببلاغة وأناقة ملكية رفيعة، فبدلاً من توفير المعلومات التاريخية بشكل تقليدي اعتمد العرض على قطع مختلفة من مقتنيات المجموعة الملكية لرسم صورة عن قصر الملكة فيكتوريا، إضافة إلى استخدام العرض الضوئي على جدران قاعة الرقص الذي يصور ألوان ورق الحائط على وقت الملكة فيكتوريا، ويمتد العرض للسقف أيضاً عاكساً الألوان الزهرية والزرقاء الفاتحة التي تأخذ الزائر قليلاً لعصر مضى، في هذه الغرفة نجد لوحات زيتية للملكة فيكتوريا في شبابها ولوحات لحفل تتويجها، وأيضاً نرى الرداء الذي ارتدته في الحفل، وهو باللونين الأحمر والذهبي، إلى الجنب، هناك مهد طفل من الخشب المبطن بالقماش لأحد أطفال العائلة وفوقه صورة زيتية تصور الابنة الكبرى للملكة فيكتوريا، واسمها فيكتوريا أيضاً وهي في طفولتها، في خزانة جانبية نرى دفاتر رسم خطت فيها الملكة الشابة رسومات جميلة لأطفالها، وأيضاً علبة من المخمل وضعت فيها الأسنان اللبنية لأطفالها وقوالب من الرخام الأبيض تجسد أيديهم وأقدامهم.
وبما أن فيكتوريا وألبرت عرف عنهما حب الموسيقى وإقامة الحفلات في القصر، فقد حرص العرض على تقديم تصور لحفلة من تلك الحفلات باستخدام التقنية الحديثة، حيث تلعب الإضاءة دورًا مهمًا في تحويل الحوائط حولنا إلى ما كانت عليه القاعة في إحدى الحفلات الضخمة التي أقيمت هنا، ومن خلال عرض بصري متفوق نرى رقصات يؤديها ممثلون وممثلات بالملابس التاريخية، وحسب ما قالت الدكتورة أماندا فورمان، فإن القائمين على العرض وهي منهم قرروا تقديم تجربة من الواقع الافتراضي لرسم تفاصيل حفل أقيم في القصر بمناسبة انتهاء حرب القرم. ولتنفيذ ذلك الفيديو البديع بالفعل تعاون فريق العرض مع إحدى شركات الإنتاج في هوليوود لتقديم عرض يضع المشاهد في قلب الحدث.
وبما أن الحفل الراقص لا يكتمل من دون وليمة ضخمة؛ فقد أعد القائمون على العرض طاولة طعام من المقتنيات على النسق نفسه الذي كانت عليه ولائم الملكة فيكتوريا، وصفّت على الطاولة الأطباق الخزفية الملونة وحاملات الشموع، وأطباق من الحلوى والكيك الذي كانت يقدم في تلك الأيام. 
وتقول لنا الدكتورة فورمان، إن الحلوى كانت من أهم الأطباق التي أحبها الفيكتوريون؛ ولهذا صنعت نماذج منها بالتفاصيل والألوان نفسها لرسم صورة لما كان يقدم على الموائد الملكية وقتها. 
وتشير فورمان إلى أن الكعك المزخرف بعجينة اللوز وبالفاكهة المسكرة أمامنا حقيقي غير أنه عولج باستخدام مواد كيميائية للحفاظ عليه، في وسط المائدة، تلفت الأنظار قطعة بديعة من النحت تصور نافورة الأسود في قصر الحمراء بغرناطة، وتعلق فورمان في إجابة عن تساؤلي عن التصميم "أعتقد أن الملكة قد أمرت بصنعها على شكل النافورة الشهيرة نفسه في غرناطة، وفي الواقع تعمل هذه القطعة أيضاً كنافورة، وما زالت تعمل، غير أنها لا تستخدم كثيراً هذه الأيام فمجرد وضعها في أي حفل ستصبح هي مثار الحديث وقد تشغل الحاضرين".
أسألها عن زيارة الملكة إليزابيث للعرض، وقد بدا من الصور التي نشرت منذ أيام أن الملكة إليزابيث كانت مهتمة بتفاصيل العرض، تقول فورمان "بالفعل رأت الملكة العرض وأعجبت به كثيراً".

قد يهمك أيضا:

طرح قصر طبيب الملكة فيكتوريا الفاخر الذي يضم 7 غرف للنوم إلى البيع

ساحل دازور الفرنسي متعة لن تتصورها وبحث عن الأحجار الكريمة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تُعزز قطاع الدفاع الوطني بإعفاءات ضريبية جديدة
بوريطة يُؤكد أن وزارة الخارجية ساهمت في تطور التجارة…
اتهام موظف أميركي بتسريب خطط إسرائيل لضرب إيران
مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة
مركز أبوظبي للغة العربية يُقدم 53 منحة جديدة إلى…