الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
"يونسكو" تعتبر أن "المقام العراقي" من الفنون القديمة المهددة بالزوال

بغداد – نجلاء الطائي

اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" أن المقام العراقي من الفنون الإنسانية المهددة بالزوال لإهماله من قبل وزارة الثقافة ووسائل الإعلام، ويعتبر المقام من أهم الفنون الموسيقية القديمة التي نشأت في العراق قبل أربعة آلاف سنة تقريبا، وهو من الفنون التي تميزت واشتهرت بها بلاد الرافدين، حيث أكد متخصصون أن المقام العراقي بدأ يُغيّب منذ ستينيات القرن الماضي لانعدام الاستقرار السياسي، وعدم اهتمام الحكومة العراقية به.

وأبدى مطرب المقام العراقي عامر توفيق مخاوفه الكبيرة من احتمالات اندثار المقام العراقي في السنوات المقبلة بسبب عدم وجود اهتمام به من قبل الجهات المختصة وكذلك بسبب الموجة الهابطة التي تضرب الغناء العراقي الآن، كان برنامج "ركن الهواة "الذي يقدمه المرحوم كمال عاكف ، المحطة الأولى  في حياة الفنان عامر توفيق ، ومنه اختارته فرقة الفنون الشعبية كمطرب مقام في عام 1979 ،عمل ضمن فرقة الموشحات العراقية بعد اجتيازه اختبارًا صعبًا من بين 500 متقدم ، ولايزال مستمراً بالغناء وملمّاً بالموشحات وعارفاً بالمقامات العراقية وبستاتها، ومع كل المشكلات التي يواجها العراق حاليا، هناك خطر اختفاء المشهد الفني في البلاد بالكامل، ويتشارك في هذه المخاوف العديد من الفنانين العراقيين الذين ما زالوا يعملون داخل العراق ومن بينهم الفنان والملحن عامر توفيق الذي يعد من المطربين القلائل الذين لا يزالون يحرصون على غناء المقام العراقي والموشحات والأغنية البغدادية كونه اختص بهذه الأنواع من الغناء العراقي، حيث كان لنا معه وقفة جميلة تحدثنا فيها عن فشل الإدارة الفنية في العراق التي لم تسمح له ولزملائه الآخرين بإيصال هذه الأنواع الغنائية إلى الجمهور الذي هو بأمس الحاجة لها اليوم بسبب الهجمة الشرسة جدا التي تعرضت لها الأغنية العراقية خلال السنوات الأخيرة، وقد أبدى مخاوفه من اندثار المقام العراقي وجميع أنواع الغناء العراقي الأصيل بسبب عدم وجود اهتمام جدي من قبل الجهات المختصة، وحذر توفيق في تصريخ خص لـ"العرب اليوم"  من وجود طابور خفي يحاول تدمير الثقافة العراقية .

وكشف توفيق عن تصوير موشحا مطلعه " قبلت ثغري وقالت أنا لك أيها المغرور ماذا بدلك " ، من كلمات الشاعر كريم العراقي ومن ألحاني ، مبينا ان الفنان الراحل كمال عاكف هو من اكتشف صوته في عام 1966 ، وبقيت أغني مع فرقة الإنشاد العراقية وكان معي مجموعة من الفنانين ،مثل الفنان سعدون جابر وفاضل عواد وجاسم شرف، مفصحًا عن أول اغنية غناها وهي كانت أغنية" جوز منهم" للفنانة الراحلة عفيفة إسكندر، لافتا الى اعجابه الكبير  للفنان عبد الوهاب وشادية ويوسف عمر ، دون أن يتطرق إلى الأغنية البسيطة أو الهابطة فنياً .

واشار توفيق الى "تدني الاغنية العراقية بعد 2003 ، بعكس الأغنية السبعينية حيث كانت أغنية رصينة من حيث الكلام واللحن مع احترامي للفنانين المبدعين القلائل الذين يقدمون أغاني جميلة، مرجحا اسباب ذلك التدني الى كثرة الفضائيات التي تقدم أغاني كل من هبّ ودب لأجل ملء الفراغ من الساعات الطويلة التي لديها ،فبعضها لا تبحث عن النوع بل الكمية ولا تبحث عن الأصالة بل الربح السريع" .

وتحدّث توفيق عن مشاركته في برنامج "ذا فويس" : "اقترح عليّ الفنان عبد الجبار الشرقاوي المشاركة في البرنامج" ، مؤكدًا على ان قرار مشاركته في البرنامج ليس للحصول على اللقب بقدر أن أغني الفن الأصيل ونجحت"، وعن علاقته بالفنان كاظم الساهر كشف ان الفنان كاظم الساهر فنان ذكي ويأخذ الملاحظات ولا يزال متواضعا مع أصدقائه رغم الشهرة والنجومية التي وصل اليها، وتشجيعه منحني القوة لإكمال مشواري الفني.

وبين توفيق أن قرّاء المقام الحقيقيون وهم نجم الشيخلي ، قدوري النجار ،رشيد القندرجي ،القبانجي ، ويوسف عمر، هم أساتذة المقام العراقي وغناء القصيدة، ولابد لأي قارئ مقام أن يستند إلى ما تركوه من تراث ليغني تجربته في هذا الجانب، ومن النساء "صديقة الملاية ،سلطانة يوسف ،سليمة مراد ، فقد اعتمدن المقام الملائم لأصواتهن ، ومن النساء من غنت مقام "البجنكَاه" مائدة نزهت ،وزهور حسين غنت "الحكيمي"، فيما لم يذكر المطربة العراقية فريدة متعلل بان  المقام العراقي لا يؤديه الا رجل، وبالتالي فإن الفنانة فريدة لا تستطيع ان تغني المقامات الصعبة كالأخريات اللواتي ذكرتهن ،مع افتقارها الى الجمل الموسيقية المقنعة على سبيل المثال / القفلة، مؤكدا ان خبير المقام هو الفنان شعوبي
 
*أسباب التراجع
وأعلن صاحب كتاب موسوعة المقام العراقي، الخبير عبد الله المشهداني، أن هذا المقام تراث فني يمثل حضارة العراق، مؤكدا على أنه لا يمكن  استئصال المقام العراقي، ومضيفًا أن خشية المنظمات العالمية على المقام العراقي من الاندثار يبعث على السعادة, إلا أن ما يبعث على الحزن في المقابل أن حاضنة المقام العراقي في الداخل لا تدرك هذا الخطر.

واستعرض المشهداني الأسباب التي تجعل المقام العراقي في هذا الوضع ومنها عدم وجود فضاء يجتمع فيه قراء المقام، والقصور الكبير في المؤسسات التعليمية التي تخلو من أساتذة أكفاء متخصصين، فضلا عن فرض تخصصات على الطلبة، ومشيرًا إلى أن الفضائيات العراقية تساهم في تراجع المقام العراقي لأنها لا تهتم به بسبب الكلفة المادية المرتفعة حيث يتطلب تقديم برنامج عن المقام العراقي قارئا وعازفين ومرددين.
 
*مُغيب لحين
ورأى قارئ المقام العراقي طه غريب أن المقام لن يموت وإنما هو فقط مُغيب لعدم تهيئة الظروف المناسبة له، مشيرا إلى أنه يدخل في جوانب عدة منها تلاوة القرآن الكريم والمناقب النبوية، كما أنه يجسد أفراح الشعب العراقي وأحزانه، مشيرًا إلى أن ظروفا غيّبت المقام بينها عدم الاستقرار السياسي, ملاحظا أن تراجعه بدأ في ستينيات القرن الماضي لأن الحالة السياسية آنذاك كانت مضطربة عكس ما كانت عليه قبل ذلك.

ولام غريب الفضائيات لمساهمتها في تغييب المقام العراقي بعدم عرضه في حين أنه كان في بداية ومنتصف القرن الماضي سيد الأنواع الفنية في الإذاعة والتلفزيون العراقيين, داعيا هيئة الاتصالات والإعلام إلى فرض ساعات أسبوعية من المقام على الفضائيات العراقية، مؤكّدًا أن المقام العراقي ينطوي على قيم وحكم كبيرة تنبه الناس إلى أمور سلبية, معتبرا أن غيابه أدى إلى ظهور غناء هابط في الساحة العراقية، ومشيرًا إلى أن المقام العراقي انتعش كثيرا في تسعينيات القرن الماضي بفضل إنشاء "بيت المقام العراقي" ووجود عشرات القراء, بينما تم إهماله منذ الغزو في 2003 فلم يظهر قراء جدد للمقام.

واتهم طه غريب وزارة الثقافة العراقية بالتقصير، وقال إن مسؤوليها لا علاقة لهم بالموسيقى وإنما هم ساسة، واعتبر أن دائرة الفنون الموسيقية أول من ساهم في هدم بيت المقام العراقي والفن المقامي.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

اخر الاخبار

انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول…
إنشاء ثاني أكبر محطة لتحلية المياه البحر في مدينة…
ملك المغرب يؤكد أن هناك من يستغل قضية الصحراء…
الملك محمد السادس يقرر إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون…

فن وموسيقى

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب…
سعد لمجرد يُعرب عن سعادته بتحقيق أغنيته «سقفة» أول…
أحمد السقا يكشف أسراراً من كواليس فيلم "السرب" ويتحدث…
يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تعود إلى الغناء بعد غياب طويل…
حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
أحمد السعدني يحلّ أزمة أمينة خليل في رمضان

رياضة

وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…
محمد صلاح يحتفل بصدارة الدوري الإنجليزي ورقمه القياسي ويوجه…
وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

صحة وتغذية

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…

الأخبار الأكثر قراءة

وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة
مركز أبوظبي للغة العربية يُقدم 53 منحة جديدة إلى…
وزارة الأوقاف المغربية تُطالب الأئمة والمؤذنين بفصل عداداتهم عن…