الرباط - المغرب اليوم
حالة من الخوف والفزع انتابت ساكنة زنقة السانية السفلى، بالمدينة العتيقة بتطوان، مساء الجمعة، بسبب انهيار منزل آيل للسقوط، يوجد وسط الحي المذكور الذي يصنف ضمن التراث الإنساني العالمي، وهو ما استدعى الحضور الفوري للسلطة المحلية، والأمنية المختصة، من أجل المعاينة القانونية، وإنجاز محضر رسمي بالواقعة التي أرعبت المنطقة، ولم تخلف ولله الحمد أي إصابات أو ضحايا بشرية.
كما تدخلت الشركة المكلفة بتأهيل المدينة العتيقة في حينه لإزالة أكوام ردمة المنزل المنهار من وسط الزنقة المذكورة، ومع ذلك، يبقى الخوف والتوجس سيد الموقف، خاصة في صف قاطني المباني المجاورة للمنزل المنكوب، بسبب تنامي عدد الدور الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة للحمامة البيضاء، خصوصا بعد توالي حوادث انهيار المنازل الآيلة للسقوط خلال سنوات 2014، 2017، و2019.
وكانت المصالح المعنية بتطوان، قد قامت يوم الثلاثاء 24 يناير 2012، بتقديم مشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة لتطوان 2011/2014، خلال يوم دراسي بمشاركة السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني الذين شددوا على ضرورة تضافر الجهود لإنقاذ هذا التراث الإنساني العالمي من الضياع.
وخصص لهذا المشروع الذي اطلع عليه جلالة الملك محمد السادس خلال الزيارة التي قام بها لمدينة تطوان في دجنبر 2011، غلاف مالي بقيمة 315 مليون درهم، والذي يهدف إلى إعادة تأهيل الجانب المعماري الأصيل لمدينة تطوان (تطاوين)، وتعزيز النسيج الحضري والتقليدي، وتحسين الظروف المعيشية لفائدة ساكنة المدينة العتيقة، وترميم المباني التاريخية.
كما شمل المشروع أيضا، تجديد شبكة توزيع الماء الصالح للشرب، وإعادة تأهيل البنيات التحتية والمنشآت الدينية، بالإضافة إلى المراكز الثقافية.
هذا، وتمتد المدينة العتيقة التي أعلنت تراثا إنسانيا عالميا من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” سنة 1997، على مساحة إجمالية تقدر ب 50 هكتارا، والتي تواجه العديد من الاكراهات المرتبطة أساسا بتدهور البناء، والخلل المسجل على مستوى الفضاءات العمومية، وتدهور المآثر التاريخية وشبكة الماء الصالح للشرب.
ويعتبر هذا البرنامج الطموح الذي إستفادت منه ساكنة تقدر بأكثر من 26 ألف نسمة، ثمرة شراكة بين العديد من المصالح الوزارية، بالإضافة إلى مساهمة وكالة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعمالات والأقاليم الشمالية، ووكالة الحوض المائي اللوكوس، والمجلس الحضري لتطوان، والسلطات المكلفة بالتدبير المفوض لتوزيع الماء والكهرباء، بالإضافة إلى المجتمع المدني.
وجاء السياق العام لإنزال المشروع التنموي المشار إليه، بناء على ما تمثله مدينة تطوان العتيقة داخل مخيلة ووجدان الشعب المغربي عامة، وأبناء المنطقة خاصة، باعتبارها منعطفا هاما بين المغرب والأندلس بالجنوب الإسباني، وهو ما يتجلى في التأثيرات الأندلسية البارزة في الهندسة المعمارية والفنون بمختلف أنواعها وصورها.
قد يهمك أيضا :
زين العابدين يؤكد أن غالبية الشعراء في مسابقة أحمد نجم لديهم ضعف
التازي تعلن دخول فن "كناوة" للائحة التّراث اللامادي للإنسانية