الدار البيضاء - جميلة عمر
نظمت مؤسسة مهرجان السينما الأفريقية في خريبكة، مساء السبت الماضي، في المركب الثقافي للمدينة، حفلاً تأبينيًا للفنان الراحل محمد بسطاوي، تم خلاله إبراز المسار الإبداعي للفقيد كواحد من أبرز مبدعي وصناع الفرجة السينمائية والتلفزيونية والمسرحية في المغرب.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره فنانون ومثقفون ومنتخبون وممثلي السلطة المحلية وفعاليات المجتمع المدني، بتقديم شهادات وصور معبرة عن التجربة الإبداعية للراحل الذي كان عضوًا في المجلس الإداري لمؤسسة مهرجان السينما الأفريقية، وواحد من أبناء المدينة الذين ساهموا في فعاليات مهرجان السينما الأفريقية الذي سبق وأنَّ كرمه ضمن الدورة السابعة للعام 2000.
كما شهد اللقاء، عرض شريط وثائقي تضمن بعض اللحظات القوية في الحياة الفنية للراحل والتي كانت انطلاقتها من مسقط رأسه وانتهت بدخوله عالم الفن من بابه الواسع.
وبهذه المناسبة، أبرز رئيس المؤسسة، نورالدين الصايل، العطاء الفني المتميز الذي قدمه محمد بسطاوي لمدينته وللوطن في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون، مؤكدًا أن الساحة الفنية المغربية فقدت قيمة مثالية للمسرح المغربي وفنانًا مناضلاً رسم تجربته الفنية بنظرة حقيقية على الشاشة.
من جانبه، أكد الفنان محمد الشوبي أنَّ هذه الأمسية التأبينية للراحل تعد اعترافًا من قِبل أصدقائه وزملائه بالمسيرة الفنية والأعمال الإبداعية التي بصمت حياة الفقيد كواحد من رواد المسرح والسينما، مشيرًا إلى أن الساحة الفنية المغربية فقدت هرمًا ساهم، إلى جانب عدد ليس باليسير من الفنانين، في تأثيث الركح في المغرب.
وأجمعت شهادات لأفراد أسرة الفقيد ومجموعة من الفنانين، على أنَّ الراحل، الذي بدأ مشواره الفني العام 1977 وتألق في العديد من الأعمال الفنية، امتد عطاؤه على مدى سنوات شخص فيها أدوارًا فنية بحرفية وإتقان جعلته يحظى بحب الجمهور وينال اعتراف النقاد، مشيدًا بالخصال الإنسانية التي كان يتحلى بها الفقيد بين أصدقائه ورفاقه وكذلك داخل وسطه العائلي.
يذكر أنَّ الراحل ولد في مدينة خريبكة العام 1954 وانخرط في العمل المسرحي، حيث تألق مع فرقة "مسرح اليوم" ثم "مسرح الشمس"، وشارك في العديد من الأعمال بدءًا بـ"كنوز بلادي" العام 1997 وبعدها في العديد من الأفلام لمخرجين كبار كالجيلالي فرحاتي، وسعد الشرايبي، ومحمد العسلي، وداود أولاد السيد، ومحمد إسماعيل، وكمال كمال، ومحمد مفتكر وفوزي بنسعيدي، وآخرين، ليكون بالفعل فنان كل الأجيال والأساليب.
كما شارك في العديد من الأعمال الدولية والأجنبية التي صورت في المغرب، وبصم على حضوره اللافت بموهبة قوية في التمثيل، مما جعله محط تقدير واحترام الجمهور، وليكون برأي النقاد نجم الشاشة المغربية خلال العشر سنوات الأخيرة.