خريبكة – المغرب اليوم
قدمت فرقة "بيت المسرح المغرب الخريبكية" ضمن فعاليات مهرجان "ابن امسيك" للمسرح الاحترافي في دورته السادسة بعنوان "دورة الفنانة نعيمة المشرقي" في المجمع الثقافي كمال الزبدي، أخيرًا عرضها المسرحي الذي يحمل عنوان "مشطة وقدم"، بحضور اللجنة المكلفة بمعاينة العروض المسرحية المدعمة، وحظي العرض بتجاوب كبير من طرف الفعاليات الثقافية والفنية وعدد كبر من الجمهور البيضاوي.
وتستعرض المسرحية عمق التراث الشفهي المغربي، حيث تفنن المسرحيون الأربعة في تجسيد هذه الشخصيات، وبلغة هي أقرب إلى "العروبية".
وكشفت فرقة "بيت المسرح المغرب الخريبكية" القناع عن هذه المجموعة التي أثرت التراث المغربي في جزئه الشفهي، حيث تفننت المجموعة التي تتكون من شيخ الفرقة والعازف وصاحب الإيقاع والشيخة ذات الصوت الشجي، وصاحبة العيوط، في تقديم عرض مسرحي سافر بالجمهور إلى عوالم من الزمن الجميل، رغم ضنك العيش والمعاناة التي تدخل مخالبها في أجساد هذه المجموعات التي كانت تتنقل من مكان إلى آخر لرسم الفرحة على قاطنيه.
وأبرزت أنَّ رهان الوجود بالقوة والفعل رفعته "مشطة وقدم" من خلال استعراض فني جميل ولقطات مسرحية زادها تأثيث الديكور تألقًا وحضورًا، لاسيما أنَّها من إنجاز الفنان المصمم إدريس الأمامي، الذي استطاع بحدسه الفني وبحرفيته في صناعة ديكور أن يستجيب لأفكار المسرحية.
وأضفى إيقاع العرض شحنة قوية على المكان، وساهمت الإنارة والديكور في خلق جو خاص وإحساس بالفضاء المسرحي يتجاوز أحيانًا الخشبة، ويسافر بالمتيمين في المسرح الفرجوي إلى عوالم النشاط، الذي لن "يشيط".
وشاركت في المسرحية وجوها خريبكية بامتياز، وهي من تأليف إدريس الطلبي وإخراج محمد الوافي، ومن إنتاج حسن أكرديس، بينما المحافظة العامة لأحمد لوديلي، والبطولة للممثلة سعاد رجاء، وعلال الهمداني، وأحمد النحلة، والحسين ميسخون.
وتدور الحكاية حسب ورقة تقديمية حول مجموعة من الشيخات حكمت عليهن خطوب القدر بالتقهقر في السلم الاجتماعي والفني والتخبط في متاهات المادة وتفكك الروابط الاجتماعية والإنسانية، فلم تعد تعيش إلا على ذكريات الماضي، حين كانت للعيطة سطوة داخل المجتمع، و"مشطة وقدم" تمثل رد الاعتبار لرواد هذا الفن.