طنجة- المغرب اليوم
في إطار المهرجان الوطني للفيلم في طنجة، نُظم صباح الثلاثاء، لقاء دراسي، نشطه خليل الدامون، رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما، وعبد الخالق بلعربي رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، وتوقف المتدخلون في اللقاء الذي أداره السيناريست محمد العروسي، عند مجموعة من الأعطاب البنيوية في هذا الباب، على غرار نزيف القاعات السينمائية وانغلاق المؤسسات التعليمية على الفعل السينمائي وضعف الدعم المرصود للمبادرات الإشعاعية التي تستهدف المشاهد بوصفه " الزبون" الذي يمكن أن تتنفس من خلاله حركية صناعة الفيلم بالمغرب.
واستعرض عبد الخالق بلعربي من جهة أخرى دور الأندية السينمائية في انتاج الرعيل الأول من النقاد والجمهور الواعي المتذوق للفن السابع، وضرورة تأهيلها ودعمها من أجل المساهمة في انبثاق جيل مؤمن بدور السينما في انماء الذوق الجمالي ونبذ العنف وإشاعة قيم التسامح.
وأعرب بلعربي عن أسفه لتوقف مشروع رائد كان يروم فتح المؤسسات التعليمية على جماليات السينما وسحر اللغة البصرية، ويتعلق الأمر بإحداث ثمانين ناديا سينمائيا على مستوى هذه المؤسسات. وأبرز أن تحولات كثيرة طرأت على أساليب اشتغال الأندية التي استقر عددها اليوم في 34 ناديا، ذلك أن جلها بات متخصصا في تنظيم ملتقيات أو مهرجانات سينمائية، وبعضها في مواكبة إنتاج مشاريع السينمائيين الهواة.
واعتبر خليل الدمون في معرض تناوله لوضعية النقد بالمغرب أن النقد عبر العالم يكتسي طابعا احترافيا مرتبطا بوسائل اعلام متخصصة، بينما ولد النقد في المغرب من رحم الاندية السينمائية، في صيغ شفاهية وانطباعية. ويرى أنه لحد الان "لازلنا في مرحلة الانتقال من الشفوي الى المكتوب. فحتى النقاد الكبار بالمغرب لا نجد لهم الا القليل من الآثار المكتوبة". ولاحظ الدمون أنه كانت هناك مساحات واسعة للنقاد في الاذاعات والصحف وفي التلفزيون لكن هذه المساحات تقلصت اليوم لتقتصر على مجرد صفحات فنية عامة تتضمن بعض الاخبار السينمائية في غياب برامج نقدية تلفزيونية على غرار برنامج "الشاشة السوداء" الذي كان يقدمه الناقد نور الدين الصايل. وأوضح رئيس الجمعية المغربية للنقاد أن السياسة السينمائية ركزت على الانتاج ببعده الكمي و لم توجد سياسة متكاملة تراعي اشكالية القاعات والتوزيع والثقافة السينمائية التي تصنع زبونا متفاعلا مع هذا الإنتاج.