أبوظبي ـ المغرب اليوم
عقد فريق عمل الفيلم الإماراتي "ثوب الشمس" مؤتمرًا صحافيًا، أبرز فيه المخرج وكاتب النص سعيد سالمين أنَّ العمل يطرح مشاكل المرأة في المجتمع، بطريقة ومنهجية مغايرة، يستطيع أن يفهمها الكبير والصغير، معلنًا عن دخول الفيلم صالات العرض السينمائيّة المحليّة الخميس المقبل.
وأشار مخرج "ثوب الشمس" إلى أنَّ "الفيلم شارك في العديد من المهرجانات العربية والعالميّة، التي سبقت عرضه في قاعات السينما المحليّة، ومنها مهرجان سان فرانسيسكو، ومهرجان روسيا، الذي حظيَّ فيه بتقييم شامل للإخراج والقصة والتمثيل".
واعتبر سالمين أنَّ "التقييم يمثل حافزاً ودافعاً للسينما الإماراتية، بغية إنتاج مزيد من الأفلام التي تتحدث عن واقعنا، وتعكس قضايانا، وتبرز تراثنا وإرثنا الفريد"، مؤكّدًا أنَّ "المهرجانات المحلّية تظلُّ المحفز الأكبر، والمنصة التي يتم خلالها عرض أفكارنا، والطريق الصحيح للمضي في عالم الفن السابع".
وأوضح المخرج أنَّ "فكرة الفيلم كانت كامنة داخلي وفي مخيلتي، أطرح من خلالها مشاكل المرأة في المجتمع، ليس بالطريقة المستهلكة، بل بطريقة ومنهجية مغايرة، يستطيع أن يفهمها الكبير والصغير، فللصورة السينمائية وقعها وسحرها بين الناس"، مشيرًا إلى أنّه "بدأ التحضير والاستعداد للفيلم بعد أن انتهى من فيلم (بنت مريم)، وكانت الفكرة تتبلور بهدوء ورويّة".
وأضاف "منذ أن شرعت في كتابة للنص، بدأت أرسم الشخصيات وأتخيرها، ووقع اختياري على كل شخص وفقًا لدوره في النص، وأصبح البناء سهلاً، والكتابة سلسة، على الرغم من أنَّ النص استغرق وقتًا طويلاً، ولكن كان ممتعاً وشيّقاً".
وبشأن التصوير، الذي امتد من الإمارات إلى سورية، أكّد سالمين أنَّ "سبب التصوير داخل دولة الإامارات هو ارتباط القصة والحبكة بالإمارات، أما في سورية فلكون قضايا المرأة في كل العالم موجودة، ومتشابهة، وللتأكيد بأنَّ الواقع الإماراتي لا يختلف عن الواقع المعاش في الدول الأخرى، لاسيما بشأن واقع وحقوق المرأة ومكانتها"، لافتًا إلى أنَّ "القصة كانت تتحدث عن فترة السبعينات، ولهذا تمَّ اختيار منطقة الجزيرة الحمراء في إمارة رأس الخيمة، لتجسد لنا واقعاً شبه مطابق لتلك الفترة الزمنيّة، ولتكون الصورة عند المشاهد شبه واقعية وصادقة مع أحداث القصة، ولا اختلاف عن الواقع، بل يكون التوافق بينهما".
وبيّن سالمين، عن سبب اتجاهه إلى كتابة هذا الفيلم وإخراجه، أنّه "عادة ما تكون للمخرج نظرة ثاقبة لمعالجة قضية ما، وتحتاج الفكرة منه لمجهود بسيط بغية إبراز أدواته، وبهذه الطريقة كتب السيناريو برؤيته الخاصة، لمعالجة القضية، لاسيما أنّ الهدف كان أمامه واضحًا، ولم يعاني في الوصول إليه"، مشيرًا إلى أنّه "في حال وجود كاتب للسيناريو فإنه وبلا شك سيخفف على المخرج الكثير من الضغوط، ويكون هناك تكامل بينهما، وأحياناً يحتاج المخرج لكتابة قصته وحبكته حسب رؤيته الفنية".
وعبّر سالمين عن رؤيته وأهدافه للسينما الإماراتيّة، التي يعتبر أنّها "حققت بعض النجاحات في المهرجانات الدولية والمحلية"، كما حثَّ المهتمين بالشأن السينمائي على "أهمية مواصلة الدعم والمساندة، بغية المحافظة على المكانة الجيدة، وتحقيق مزيد من النجاح".
وشدّد المخرج الإماراتي على "ضرورة إدراج السينما ضمن النشاطات الثقافية التي لا بد أن تحظى بالتشجيع والاهتمام والدعم المعنوي والمادي، لما له من أثر فعال على المجتمع أيضاً"، مؤكّداً أنَّ "كل الجهود التي بذلت من طرف السينمائيين غير احترافية حتى اللّحظة".
من جهته، أكّد الممثل والنجم مرعي الحليان أنَّ "للفيلم رسالة فلسفية تحمل معنى الأحلام البريئة للشباب، عندما يُظهر البطل مدى ارتباطه مع الحمام وتربيته له، فهذه رسالة تحمل في طياتها دعوة إلى البراءة، وجواً من الشاعرية"، معتبرًا أنَّ "هذه رؤية متناسقة وجيدة للمخرج، الذي جمع بين كل هذه الأحاسيس في عمل واحد".
وبشأن دوره في "ثوب الشمس"، بيّن أنَّ "الدور يعدُّ خطوة مهمة وحقيقية وجادة في السينما، على الرغم من أنه سبق وشارك في فيلمين قصيرين"، مشيرًا إلى أنَّ "الفيلم يعتبر علامة سينمائية إماراتية فارقة"، وموضحًا أنَّ "المخرج تمكّن من إبراز الشخصيات بطريقة متفردة، لأنه هو من كتب القصة والحوار، وفي الحقيقة فقد أبدع المخرج، ولم نعاني كثيراً، حيث كان كل شيء مرتباً ومجهزاً في موقع التصوير، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على حرفية ومهنية المخرج".
وأبرز الحليان أنَّ "الأهم في هذا كله كان اهتمام المخرج بالممثلين، ليكون الأداء جيداً، وهذه ميزة نادرة عند المخرجين، حيث يهتم غالبيتهم بالصورة والمظهر فقط"، وأضاف "بالنسبة لي هي تجربة غنية، ونقلة حقيقية، لاسيما أنَّ الدور الذي قمت به، يجسد الأبوّة القاسيّة لأجل حياة سعيدة للابن".
وبدوره، وجّه الممثل الشاب، والمقدم التلفزيوني المعروف، أحمد عبد الله الشكر للمخرج، لافتًا إلى أنَّ "السالمين كان يتابع معنا أدورانا، مشهداً بمشهد، بغية الوصول إلى مستوى تمثيلي عالي، ما زرع في نفوسنا الثقة، ومكّننا من إظهار أفضل ما في أعماقنا من مشاعر وطاقة، ليصل للمشاهد بالطريقة المطلوبة".
وتابع "ألعب دور البطل الشاب، الذي يغير ويثار لبنت فقيرة، وهي ابنة جيرانه، وتلك حالة كانت متكررة في الإمارات في حقبة مضت، وإذا ما خيّرت ثانية لاختيار دور في الفيلم لاخترت الدور نفسه، لعشقي وحبي لهذه الشخصية".
واستطرد "واجهت بعض التعب والمشقة في الأداء، فكان الجو حاراً أثناء تصوير الفيلم، وكانت غالبية المشاهد خارجية، والعربة التي كنت أجرّها ثقيلة، والملابس قديمة، ورثّة، وقد طلب مني المخرج عدم الحلاقة، حفاظاً على الدور، وكل ذلك كان هيّناً مقابل أن ينجح العمل، الذي أحببته من كل قلبي".
وأشار النجم مرعي الحليان إلى أنَّ "فيلم (ثوب الشمس) يعتبر التجربة الثانية لي، والبطولة الأولى، وهو إضافة حقيقية في حياتي الفنية"، مبيّنًا أنَّ "الفيلم هو الذي قدمني لجمهور السينما، وقرّبني منهم، وحقق لي الانفتاح الحقيقي لمشاركاتي في أعمال كثيرة أخرى، لاسيما في مجال التمثيل".
من جهتها، أعربت الممثلة صوفيا جواد، بطلة الفيلم، والتي تؤدي دور حليمة عن أنّها "في غاية السعادة أن ترى ملصق فيلم ثوب الشمس بين ملصقات أفلام عالمية كبيرة من هيوليود وبوليوود"، مؤكّدة أنها "على ثقة بأنَّ الجمهور المحلي والعالمي سيدخل لمشاهدة الفيلم، بغية اكتشاف حقبة زمنية مميّزة"، كما شكرت المخرج على منحها هذه الفرصة، مشيرة إلى أنَّ "العمل معه ومع فريق العمل كان يتميز بالتناغم والتفاني".
يأتي هذا فيما أكّد مدير شركة "رؤية سينمائية"، المنتجة للفيلم، عامر سالمين أنَّ "مرحلة ما قبل الإنتاج والتحضيرات للفيلم هي التي استغرقت وقتاً طويلاً، ومع بدء التصوير كانت الأمور كلها مرتبة، وامتد التصوير لشهر كامل من العمل المتواصل".
وبشأن اختيارات شركة "رؤية سينمائية"، أوضح أنَّ "الشركة تراعي الجانب الإبداعي والفني في اختيارها للأعمال التي تنتجها"، مشيرًا إلى أنَّ "الهدف هو إيصال ثقافتنا وتراثنا وحكايتنا وقصصنا للعالم الخارجي، بصورة جيدة، عبر المهرجانات السينمائية، أما الناحية التجارية فهي غاية نهدف من خلالها إلى وجود الفيلم الإماراتي الجيد في قاعات السينما".
وكشف عامر سالمين عن أنَّ "المشاريع المقبلة تتضمن فيلمًا إماراتيًا روائيًا طويلاً، يحمل عنوان (ساير الجنة)، من سيناريو وإخراج سعيد سالمين، وسوف يبدأ تصويره في أواخر العام الجاري".