الدار البيضاء - جميلة عمر
توفي فجر الجمعة، أزرو أيت لحسن، دائرة القباب في إقليم خنيفرة الفنان موحا والحسين أشيبان، الملقب بـ"المايسترو"، عن عمر يناهز 113 سن وهو يعد من الوجوه الفنية المغربية التي بصمت فن "أحيدوس" بالأطلس المتوسط، ومكنته من تحقيق إشعاع على المستويين الوطني والعالمي كما يعتبر الراحل أشهر مؤدّ للرقصة الاستعراضية الأمازيغية أحيدوس، وهي رقصة تراثية ذات طابع فلكلوري. كما يعتبر أول مغربي أوقد مشعل افتتاح كأس العالم لكرة القدم، وذلك في دورة إسبانيا سنة 1982، شارك في ما يفوق 150 من الملتقيات والمهرجانات الدولية. وحاز على عدة أوسمة وجوائز عالمية، سلمت له من طرف شخصيات عالمية، كوسام " الفنان العالمي" الذي سلمته له ملكة بريطانيا سنة 1981.
ولد أشيبان سنة 1916وترعرع في منطقة قروية قريبة من "أزرو نايت لحسن"، ببلدة "القباب"، القريبة من خنيفرة، بدأ حياته راعيا للغنم، وهو ابن عشر سنوات ،وتعلم الغناء على يد والده، قبل أن يلتحق بكتيبة الجنود المغاربة، في الجيش الفرنسي، التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، ضمن قوات الحلفاء، ضد ألمانيا، وخلال الحرب لم يفارق آلة الدف ، التي كان يستعملها أثناء استراحة المحاربين.وعاد إلى المغرب وفي عام 1950 احترف الغناء والرقصة الحيدوسية وهي المهنة التي اكتسبته لقب المايسترو بامتياز.
أما لقب "المايسترو" فقد أطلقه عليه رونالد ريغان، الرئيس الأميركي الأسبق، عام1984 ، عندما شاهده في ديزني وورلد في الولايات المتحدة، في جولة فنية، نال خلالها نسر الأطلس إعجاب الأميركيين. ويقال إن ريغان اقترح على المايسترو الإقامة في أميركا، غير أن كريم العمراني، رئيس الوزراء المغربي، في ذلك الوقت، قال للرئيس الأميركي إن المغرب محتاج إلى فنانه الشعبي أكثر، خاصة في مجال التنشيط الثقافي والترويج لصورة المغرب، الفنية والحضارية.
ولم يكن رئيس الوزراء المغربي، وهو يرفض طلب الرئيس الأميركي، يتكلم من فراغ، بدليل الصيت العالمي الذي صار للمايسترو، الأمر الذي جعل منه مفخرة لمنطقة الأطلس، بشكل خاص، وللمغرب، بشكل عام.
وعلى الرغم من كبر سنه ظل المايسترو أشيبان قادرا على التحرك على الخشبة في رشاقة وخفة ابن العشرين. فقد ظل الراحل يحلق على الخشبة مثل " النسر"، يضبط إيقاع فرقته بيد تشبه حركاتها ضربة المقص، كما ظل يقود فرقة "أحيدوس"، التي قد يصل عددها، في بعض الأحيان، إلى 25 عضوا، منذ أكثر من نصف قرن، كأي قائد مطاع، في أوامره وقيادته.
وإذا كان مشاهير العالم والمغاربة، يلقبون موحا والحسين "المايسترو" فإن أعضاء فرقته، يلقبون قائدهم بــ " النسر"، نظرا للحركات التي يؤديها برشاقة، تجعله أشبه بنسر محلق، ما بين السماء والأرض، أما سكان منطقة الأطلس المتوسط، فيطلقون عليه لقب "إزم" أي الأسد.