مدريد - لينا عاصي
مضى وقتًا طويلًا على قيام لاعب نادي ريال مدريد كريستيانو رونالدو بالاحتفال عبر الركض سريعًا نحو المنطقة الفنية ومعانقة المدير الفني بدلًا من إتباعه للاحتفال التقليدي من خلال الصياح وإمداد ذراعيه، حيث لم يقم أبدًا بذلك أثناء تولي رافائيل بينيتيز المهمة مع الفريق. ففي المباراة الأخيرة تحت قيادة بينيتز وعند تسجيل هدف التقدم الثاني لصالح ريال مدريد بواسطة اللاعب غاريث بيل، فقد احتفل اللاعب الويلزي بالهدف الذي أحرزه مع البديل داني كارفخال في الوقت الذي وقف فيه بينيتز وحيدًا، ويحاول إعطاء التوجيهات إلى اللاعبين الذين كانوا جميعهم منشغلين ولم يصغي إليه أحد.
وأدرك ريال مدريد التعادل في المباراة بعد مرور دقيقة، وتمت إقالة بينيتيز وقتها. ومع تولي زيدان المهمة، فقد بدا الارتياح على اللاعبين الذين كانوا سعداء ويشاركون المدير الفني فرحتهم بإحراز الأهداف وتنفيذ التعديلات في طريقة اللعب المطلوبة منهم. وربما يكون النهج الذي يتبعه زيدان يميل أكثر إلى التراخي، ولكنه ناجح حتى الآن مع انصياع اللاعبين لأوامره وتوجيهاته على أرض الملعب. ومع خوضه لأولى تجاربه في دوري أبطال أوروبا كمدير فني، وبدا وكأنه الرجل المناصب في ذلك المنصب لهذه المجموعة من اللاعبين.
وبالنظر إلى غلين هودل الذي تولى مسؤولية التدريب مع سويندون وتشيلسي وتوتنهام إضافة إلى منتخب إنجلترا، فقد كانت أحد أكبر مشكلاته تتمثل في اللاعبين وعدم قدرتهم على تنفيذ توجيهاته على أرض الملعب. إلا أن زيدان لا يواجه هذه المشكلة مع رونالدو وبيل وجيمس رودريغيز، حيث بدا معجبًا بإحراز رونالدو لهدفه مساء الأربعاء، وكذلك تسجيل بيل لثلاثة أهداف في أول مباراة يقود فيها الفريق فضلًا عن أهداف رودريغيز الرائعة.
وواجه زيدان صعوبات وقت أن كان مديرًا فنيـًا لفريق ريال مدريد كاستيلا، حيث لم يشهد فريق الشباب تقدمًا ملحوظًا. إلا أن الفريق الأول لا يحتاج في الحقيقة إلى تطوير لأداء اللاعبين، وإنما يحتاج زيدان فقط إلى تطبيق خطة اللعب التي تضمن تحرر لاعبيه في الملعب. وانقسم المناصرين لفريق ريال مدريد ما بين مؤيد ومعارض لطريقة اللعب التي كان يتبعها رافائيل بينيتيز، فضلاً عن ملاحظة الكثيرين لجوء رئيس النادي فلورنتينو بيريز إلى الحديث مع الصحافة واللاعبين أكثر من المدير الفني. إلا أنه كان هناك إجماع على فشل بينيتيز في بناء علاقة قوية مع اللاعبين وهو ما يعد من المهام الأكثر أهمية داخل النادي.
وأوضحت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أنه إذا كان من الصعب العمل مع رئيس النادي، إلا أن بينيتيز كان يمتلك تشكيلة من اللاعبين الذين يعتبرون هم الأفضل في العالم. وفي حال نظرنا إلى كارلو أنشيلوتي، فسنجد بأنه علم جيدًا كيف يسيطر على غرفة خلع الملابس لمدة موسمين، وهو ما ساهم في نجاحه والإبقاء عليه في منصبه فضلا عن حصوله على ميدالية كأس الاتحاد الأوروبي.
ونجح بينيتيز مع فريقي فالنسيا وليفربول مع كتيبة اللاعبين المقاتلة، وربما يعزي ذلك إلى طريقته التي كان يتبعها بوضع كافة الاحتمالات في المشاركة أمام اللاعبين جميعهم وهو ما يجعلهم يبذلون قصارى جهدهم كل مباراة من أجل حجز موقع في التشكيل. بينما وعلى جانبٍ آخر نجد بأن النجوم في فريق ريال مدريد لا يريدوا المشاركة استنادا إلى التقرير المفصل من محلل الأداء، وإنما يريدون توجيههم والاستعانة بهم وفق رؤية المدير الفني.
يُشار إلى أنه لم يحدث أن قاد زيدان فريق فالنسيا مرتين إلى نهائي الدوري الإسباني الممتاز أو إلى نهائي الكأس الأوروبية مرتين مع فريق ليفربول كمدير فني، إلا أن توليه المهمة مع 11 لاعباً من فريق ريال مدريد قد يقودهم إلى نهائي دوري أبطال أوروبـا. فالطريق طويلاً أمامه، ولكنه يسير بخطي ثابته عقب تحقيق الفوز علي فريق روما الذي لا يقل صعوبة عن برشلونة وباريس سان جيرمان وأرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي، مع كسب اللاعبين ثقة كبيرة لدي عودتهم إلى مران الخميس وإيمانهم بأن زيدان هو الرجل المناسب لتولي المسئولية. ولا يجري زيدان تعديلات كبيرة في طريقة اللعب، حيث يستعين بطريقة 4 – 4 – 2 و 4 – 3 – 3 مع شعور رونالدو بالارتياح في المركز الأيسر الذي يشارك فيه وتقديمه لأفضل كرة قدم بفضل تمتعه بمهارة كبيرة في تنفيذ التسديدات القوية على المرمى.