الدار البيضاء – عبد الله العلوي
حفل عام 2015 بالعديد من الأحداث الكروية في المغرب كان من أهمها نتائج منتخبات الأولمبي والمحلي و المنتخب المغربي الأول، حيث أقصي لاعبو المدرب المقال حسن بنعبيشة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل المقرر إقامته منتصف غام 2016، أما منتخب المحليين فيرسم طريقه بثبات، فأبناء المدرب محمد فاخر عبروا إلى "شان" رواندا بأداء جيد متفوقا على كبار منتخبات القارة الإفريقية، في حين تأرجحت نتائج كبار أسود الأطلس بين السلبي والإيجابي، فعلى الرغم من عبور لاعبي بادو الزاكي للدور الثاني من تصفيات كأس العالم المقرر بروسيا عام 2018 الا أن الشارع المغربي متخوف من أداء الأسود المتذبذب.
مع بداية عام 2015 انطلق المنتخب الأولمبي المغربي باحثا عن بطاقة التأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو وأقام العديد من التجمعات الإعدادية والمباريات الودية حيث كان أهمها احتلال أشبال حسن بنعبيشة المركز الثاني في دورة تولون الودية، بعدما خسر أمام المنتخب الفرنسي بثلاثة أهداف لواحد، في المباراة النهائية، في الدورة التي أقيمت بفرنسا.
وقدم المنتخب الأولمبي المغربي أداء جيدا راق أكبر المراقبين والمتتبعين الرياضيين العالميين.
وفي شهر آب (أغسطس) الماضي دخل أشبال الأطلس غمار تصفيات المنطقة الإفريقية المؤهلة للألعاب الأولمبية التي ستقام صيف سنة 2016، ولكن الحظ لم يحالف لاعبي بنعبيشة إذ أقصوا أمام المنتخب الأولمبي التونسي، إذ فاز المغاربة ذهابا بنتيجة هدف لصفر، وانهزموا إيابا بتونس بنتيجة هدفين لصفر.
وخلف إقصاء المنتخب الأولمبي خيبة أمل كبيرة لدى الشارع المغربي والمتتبعين الرياضيين، بالنظر للاعبين المميزين الذين كان تتوفر في كتيبة بنعبيشة.
وبعد خروج الأشبال من تصفيات ري ودي جانيرو أصبح المنتخب الأولمبي بدون مدرب في انتظار تعيين مدرب في الأيام المقبلة، مع الإشارة الى أن ناصر لارغيت المدير التقني الوطني وضع برنامجا خاصا لتأهيل لاعبين صغار لحمل قميص الوطني في جميع الفئات من أهمها فئة أقل من 23 عاما وهو السن الأولمبي.
وقدم لاعبو المنتخب المحلي المغربي سنة مميزة بمرورهم لكأس إفريقيا للاعبين المحلين "الشان" الذي سيقام برواندا يناير(كانون الثاني) المقبل.
وتأهل لاعبو محمد فاخر عن جدارة واستحقاق بالأداء والطريقة بعد أن تخطوا فرق إفريقية كبيرة من قبيل المنتخبين التونسي والليبي، حيث أقيمت دورتين تأهيليتين الأولى أقيمت بالمغرب، وحصد الأسود المحلية لأربع نقاط مناصفة مع ليبيا بعد تعادل مع تونس وفوز على ليبيا، وفي الدورة التي أقيمت في تونس أكمل المنتخب المحلي مسيرته الإيجابية وانتصر على المنتخبين الليبي والتونسي ليمر إلى "الشان" رفقة نسور قرطاج الذين انتصروا على ليبيا بتونس معوضين إخفاقهم بالمغرب.
وكانت العناصر المحلية قد ظهرت بمستوى جيد وتنبأ لها الرأي العام المغربي بمسار جيد سواء بالتصفيات أو بالنهائيات وذلك خلال المباريات التي برمجها فاخر لتجريب عدد كبير من لاعبي الدوري المغربي.
وفي الفترة الراهنة يتخوف محمد فاخر ربان المنتخب الأولمبي المغربي من كثرة الإصابات التي طالت العديد من ركائز المنتخب الأولمبي خصوصا في ظل اقتراب منافسات كأس إفريقيا للاعبين المحليين المقرر تنظيمه برواندا في كانون الثاني المقبل، ومن ضمن هؤلاء اللاعبين نجد لاعبي الرجاء البيضاوي عادل كروشي وعبد الجليل جبيرة، وعبد الرحيم الشاكير لاعب الجيش الملكي، وأشرف بنشرقي لاعب المغرب الفاسي.
يذكر أن المنتخب المحلي المغربي وقع ضمن مجموعة صعبة في "شان" رواندا، تضم منتخبات رواندا البلد المنظم، والغابون، وساحل العاج.
وبالنسبة لمنتخب الكبار فحاله بين مد وجزر، فعلى الرغم من تصدر المنتخب المغربي مجموعته برفقة منتخب الرأس الأخضر في تصفيات كأس إفريقيا المقررة في الغابون عام 2017، وتجاوزه للدور الأول من تصفيات كأس العالم المقرر بروسيا سنةعام 2018، فأداء المنتخب المغربي للكبار متذبذب، فانتصارات أصدقاء العميد المهدي بنعطية لا تقنع الشارع المغربي والمتتبعين والصحافة المغربية، وما شاهده المشجع المغربي من تأهل صعب لمرحلة المجموعات في تصفيات المونديال أمام غينيا الإستوائية لا يبشر بخير إن لم يتدارك بادو الزاكي ربان أسود الأطلس الأخطاء التي وقع فيها والتي أبرزها لاعبون سابقون ومدربون في التغييرات الكثيرة التي يضفيها الزاكي على المنتخب بتغييره في التشكيلة مرات عديدة ما يزعزع تجانس المجموعة المغربية.
وقد أبان أسود الأطلس عن أداء ضعيف حتى في المباريات الودية التي أجروها في عام 2015، حيث خسر المنتخب المغربي مباراة أمام ساحل العاج، وتعادل مع المنتخب الغيني، وخسر أمام الأوروغواي على الرغم من الأداء المستحسن الذي قدمه المغاربة أمام أصدقاء إيدينسون كافاني.
وبعد العروض التي لا تبعث على الأمل نادى الرأي العام بضرورة تحسين الأداء قبل فوات الأوان، وقبل دخول مرحلة المجموعات في تصفيات مونديال روسيا 2018، والتي من المنتظر أن تعرف ندية وتنافس كبير بين أعتد المنتخبات الإفريقية من قبيل منتخبات، مصر والجزائر والكامرون وساحل العاج.
واعتمد الزاكي بادو مدرب المنتخب المغربي على العديد من اللاعبين الممارسين بأقوى الدوريات الأوروبة وبعض الدوريات الخليجية، وقد رفض بعض اللاعبين مغاربة الأصل حمل قميص المغرب في هذا العام ومثال ذلك سفيان بوفال لاعب ليل الفرنسي الذي تردد كثيرا في تلبية دعوة الزاكي، وبعد ذلك خرج ربان الأسود بقرار نهائي يمنع فيه التحاق بوفال بالمنتخب إن أراد ذلك مستقبلا معتبرا تردد بوفال استخفاف بالقميص الوطني، وذلك بعد تصريح للاعب ليل قال فيه إنه ندم في المفاضلة بين المغرب وفرنسا مع أنه حضر معسكرا للأسود وهو مصاب ولم يخض أي مباراة برفقة المغرب.
وينتظر الإدارة التقنية الوطنية عمل كبير في قادم الأيام حيث كان ناصر لارغيت قد صرح أنه وضع برنامجا على المدى المتوسط والبعيد للنهوض بالكرة المغربية.